وفى أحد الأيام كُلف ابراهيم بعمل تأخر فيه عن الذهاب وحتى يسرع وخوفا من
العقاب أخذ حمارة سيده محمد بك وذهب مسرعا وبعد عودته أراد سيده أن يذهب لقضاء بعض
أعماله وهنا حدثت الطامة الكبرى حيث وجد حمارته بها عرق ويظهر عليها التعب .
فسائل غاضبا عن من ركب دابته ؟ فقيل له الواد
أبراهيم فستشاط غضبا وصفع ابراهيم قلما وطرده شر طرده .
و علم ابراهيم أنه لن يشغله أحدا فى القريه
بعد الأن وضاقت به الارض حينها تذكر أنه كان يسمع عن أبن عم له يعمل محاميا في أسيوط فقرر أن يذهب له
وأعانته بدويته مزيونه على تكاليف رحلته الى أسيوط وكلمة بدوية هنا تعنى
سيدتك وحاميتك وكانت مزيونه شرف
الدين تملك 40 فدان بزمام شندويل .
وصل بطل قصتنا أبراهيم الى أسيوط وسائل عن أبن عمه فوجده محاميا كبيرا
فعمل عنده كاتبا عشره أعوام أجتهد فيها فى فهم القانون وأصول المحاماه حتى توفي
أبن عمه فورث مكتبه وعمل محله فى وقت كانت المحاماة فى هذا الزمن لا تحتاج شهادة
بل خبرة بالقانون ونجح ابراهيم وزاد
فى الشهرة والنجاح عن ابن عمه وزاع صيته وجمع ثروة هائله وأشترى الاراضي وحصل على
البكاوية ثم البشاوية .
-
عودة أبراهيم باشا خليل :
عاد أبراهيم باشا الى مركز المراغة وقد أستطاع شراء تفتيش المراغة
ومساحته 3000 فدان وأرسل أحد معاونية الى شندويل للسلام على أعيانها ثم ذهب هذا
المساعد الى عائلة الباشا الشندويلي وأخبرهم أن أبراهيم باشا الجار الجديد يريد
السلام عليهم فرحبوا به وأبلغوه أنهم فى انتظاره وذبحت الذبائح وفرشت الابسطة وعدت
الولائم دون أن يفطن أحد لشخصية ألباشا القادم.
وقفت العائله جميعا فى أنتظار وتشريف ابراهيم باشا وحضر الباشا المهيب
فى موكب من مساعدية وخدمه وكانت الصدمة قاسية على الجميع فأكبر عائلة فى مدرية
جرجا آن ذاك تقف برجالها وكبرائها فى استقبال من كان يعمل خادما لديهم .
وبعد الترحيب وتقديم واجبات الضيافة بما يتناسب مع ضيف بمنصب باشا
جائت جلسة الباشا ابراهيم خليل بجوار سيده فى الماضي فقال له أبراهيم باشا فاكر
ياعم محمد القلم الذي صفعته لى فى الماضي – فأجابه محمد عبد المنعم بك بقول دنيا
ياباشا دنيا ياباشا .
ومن أخباره ونوادره :
عندما جمعت التبرعات من أعيان مدرية جرجا لبناء المدرسة الثانويه
بسوهاج وكان منهم كبير عائلة الباشا الشندويلي فى ذلك الوقت سعادة محمود باشا ووقف
شرين باشا مدير المدرية يعلن عن أسماء المتبرعين فى حضورهم وقال ( أبراهيم باشا
خليل تبرع بمبلغ 200 جنيه من المراغة ) فأنتصب أبراهيم باشا مقاطعا وقال بأعلى
صوته ( من شندويل ) .
ويحكى أنه كان فى أثناء مرافعة فى أحدى المحاكم رأته مزيونه فندهت عليه باعلى صوتها ياواد يا ابراهيم
ياواد يا ابراهيم فلم يرد عليها وكانت قد
بلغت من الكبر عتيا فقالت قولوا له بدويتك مزيونه شرف الدين عوزاك وبعد قليل انهى
ابراهيم باشا خليل مرافعته وذهب اليها فرحا ورحب بها أشد الترحيب واكرمها .
توفى ابراهيم باشا خليل ولم يترك غير بنت واحدة أسمها فكتوريا وأختلف
الورثة فى تقسيم ميراثه وتم أعطائها 500 فدان من باب الترضية .
وعلى ذكر أبنته فاكتوريا أنه بعد نكسه 67 أجتمع محافظ سوهاج اللواء
عبد الحميد خيرت بعمد ومشايخ البلاد فى اجتماع كبير كان على رأسه المرحوم محمد بك ابو
زيد الشندويلى رئيس لجنة العمد والمشايخ لمحافظة سوهاج وتم تسميتها فيما بعد باسم
لجنة الشياخات.
فسأل المحافظ الحاضرين عن القرية التى سدد أهلها جميع
المال المستحق على اراضيها فوقف عمدة بصونة فى هذا الوقت وأعلن بكل فخر أن قريته
سددت جميع ماهو مستحق عليها فقام المرحوم محمد بك أبو زيد وقال له اجلس (ياراجل
ياللى ماعندك دم) فغضب المحافظ من ذلك فرد عليه العمدة أن زمام بصونة 50 فدان
وعندنا أمراءة أسمها فكتوريا ابراهيم لم تاخذ ميراثها كاملا بل أخذت ترضية 500
فدان فقط أى عشرة أمثال زمام بصونة فكيف
بقرية شندويل زمامها الاف الافدنة .
بقلم الاستاذ الفاضل / الامجد الشندويلي
هذه قصة حياته من الموروث الشعبي الشندويلي والأن نعرض ترجمة عن حياته من كتاب ( صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر ) لزكي فهمي ص 340 :
والى القاء مع المزيد من أعلام وتاريخ شندويل البلد
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق