(شنتالوت)
سميت شندويل بهذا الاسم في عصر ما قبل ميلاد السيد المسيح، في زمن الأسر الفرعونية، فهو من الأسماء القببطية القديمة، ومعناه حسبما أفاد المتخصصون في دراسة اللغة القديمة: خشب الكروم، أو غابة الكروم، ومجموع ما ذكر أنها أرض ذات أشجار كثيفة من نبات الكروم، والكروم جمع كرم وهو(العنب).
وقد فسر الجغرافي الفرنسي (أميلينو) اسمها بتفسير قريب من ذلك، حيث قال إنها تعني: (عود من الكرمة) ثم أشار إلى أن وضع (التاء) في نهاية أسماء الأماكن نادر في اللغة القبطية القديمة، وأن من الباحثين من يرى أنه وضع خطأ في الكتابة، مما يؤيد التفسير السابق.
ومما يشير إلى صحة هذا التفسير في مقابل ما يحكى عن شندويل من أنها سميت باسم فتاة أو ملكة يقال لها (شندا بنت ويل) أن هذه المنطقة كانت مشهورة بزراعة الكروم، حتى إنه ورد في القصص المدونة في القرن الرابع الميلادي عن مواقف الأنبا شنوده [سيأتي ذكره في الفقرة التالية] أنه انتصر لجماعة من (الكرَّامين) أي المشتغلين بزراعة الكروم، وانتزع لهم حقهم من صاحب المزرعة الذي أبى أن يمنحهم حقوقهم بزعم أن الكروم لم يثمر ثمرا جيدا.
انظر: [اللهجات العامية وجذورها المصرية: سامح مقار ناروز] وانظر: [القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945م : محمد رمزي بك] وانظر: [غرر القصص: علي الجندي] و انظر [جغرافيا مصر في العصر القبطي: أميلينو الفرنسي، تعريب: أرشيد ياكون، ود. ميخائيل مكس]
(شنّلاَلُةْ) (Schenalolet) [نونها مشددة، ولامها الأخيرة مضمومة].
ورد ذكر شندويل مدونا بهذه الصيغة في التواريخ الخاصة بعصر ما بعد ميلاد السيد المسيح، وبالتحديد في المصادر التي أرخت للأنبا شنودة رئيس المتوحدين، المولود في شندويل سنة (333م) وهو شخصية دينية مسيحية ذات مكانة كبيرة، ولا يزال المسيحيون يحتفلون بميلاده إلى الآن في دير الأنبا شنودة بسوهاج.
وقد حدد المؤرخون المسيحيون مكان شندويل محل ميلاد الأنبا شنودة في كثير من المصادر، ذاكرين أنها تقع شمال غرب (نابوليس) أي أخميم، على بعد ميل أو ميلين، وهذا يدفع القول بأن المراد بها قرية الصلعا الواقعة الآن قبلي سوهاج، والمراجع المسيحية تكتب اسم شندويل بهذه الصياغة أو بما يقاربها مثل (شنّلالا).
ولا يبعد أن يكون هذا الاسم هو ذاته الذي قبله بمنطوقة، وأن الاختلاف إنما هو في طريقة تدوين المؤرخين المسيحيين لللفظ المنطوق في تواريخهم.
[انظر: كتاب تاريخ الأمة القبطية وكنيستها، للسيدة أ. ل بتشر، تعريب: اسكندر تادرس، المجلد الثاني. و انظر [تاريخ الكنيسة القبطية: القس منسي يوحنا، ص 246]. وانظر [جغرافيا مصر في العصر القبطي: أميلينو الفرنسي، تعريب: أرشيد ياكون، ود. ميخائيل مكس]
(شندا)
ورد ذكر شندويل بهذا الاسم في كتاب [فتوح الشام، 2/343] لمحمد بن عمر الواقدي، عند حديثه عن فتح (إهناسيا) وبلاد الصعيد إلى (إسنا)، ومما ذكره الواقدي في هذا الموضع أنها فتحت صلحا مع أهلها من النصارى، بعدما انهزامت حاميتها بمقتل بطريق الكنيسة، ومما ذكره الواقدي أيضا أنه نزل بها جماعة من الصحابة والتابعين منهم عمرو بن الزبير.
ولعل هذا الاسم اختصار لاسمها كما سيأتي.
(شندويد الحرجة):
ورد ذكر شندويل بهذا الاسم في مرحلة ما بعد الفتح الإسلامي: ويبدو أن (شندويد) هو المنطوق العربي لاسمها بعدما شق على العرب الفاتحين النطق بالاسم القديم، وقد وردت شندويل بهذا الاسم في مصادر عربية متعددة، أقدم ما وقفت عليه منها [كتاب قوانين الدواوين، لابن مماتي (ت: 606هـ)، ص 128] لكن يبقى أن نشير إلى أن (أميلينو) ذكر أن البعض يرى أن هناك خطأ في كتابة (شنتالوت) في العهدين السابقين على الإسلام وأنها كانت تنطق في هذين العهدين أيضا بلفظ (شندويد).
أما الحرجة: فهي الأرض كثيفة الأشجار، ومن ثمّ فهي لا تعدو أن تكون ترجمة عربية لما سبق بيانه من أنها كانت ذات زراعات كثيفة بنبات الكروم، ولعلها وصفت بالحرجة في الكتابات التاريخية تمييزا لها عن جزائر شندويد (جزيرة شندويل التي تقع الآن إلى جهة قبلي شندويل بحوالي 3 كيلو).
(شندويل)
استخدم هذا الاسم للتعريف بهذه القرية ابتداء من سنة (922هـ) كما هو ظاهر في كتاب وقف السلطان الغوري المدون في هذا التاريخ.
[انظر: القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945م : محمد رمزي بك] وانظر: [ الخطط التوفيقية: علي باشا مبارك 12/137]
(شندويل البلد)
***********
وهو الاسم المعتمد حاليا تمييزا لها عن جزيرة شندويل، وهو علم على تلك القرية الكبيرة التي تقع غرب النيل بحولي 2كم، وتتبع إدرايا مركز المراغة، وتقع جنوبه بحوالي 5 كم، وهي شمال مدينة سوهاج بحوالي 10 كم.
بقلم الباحث/كتب/ مختار محمد على أبوشافعين الشندويلي الأنصاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق