الخميس، 13 ديسمبر 2018
السبت، 8 ديسمبر 2018
لقاء رئيس مجلس قروي شندويل مع أهالي شندويل
الجمعة الموافق ٧/١٢/٢٠١٨ في بادرة طيبة التقى رئيس مجلس قروي شندويل البلد الاستاذ /احمد محمد ابراهيم مع اهالى شندويل لايجاد حلول للمشاكل التى تواجه القرية وقد توصل المجلس لحل بعض المشاكل من اقتراحات اهالي القريه بالتعاون مع جمعيه تحفيظ القران الكريم بشندويل ممثلا عنها المدير التنفيذي /الحاج خلف فتحي أبوشافعين الأنصاري والشيخ د/ محمد على صالحين الازهري الأنصاري وسيقوم الاستاذ احمد ابراهيم برفع بقيه المشاكل الى المحافظه خالص الشكر والتحيه من اهالي شندويل البلد لمجلس المحلى القروى بشندويل وعلى راسه الاستاذ /احمد محمد ابراهيم و سكرتير المجلس الاستاذ /شحات.
الجمعة، 7 ديسمبر 2018
الشرف لشندويل الحديث السادس من الأربعين البلدانيه في شندويل / د أسامة الأزهري - فديو
شندويل تذكر فى الجامع الازهر فى مجلس حديث
يوميات مسافر (زيارة شندويل)
مرت ساعة وأنا أحاول أن استدرج النوم إلى فناء غرفتي التي كستها ظلمات الغربة، ولكن بدا لي أن النوم هرب من حر تنهداتي المتواصله، فرحت كالعادة اقلب صفحات ذكرياتي محاولا أن أنقيها مما شابها من التراهات والنفايات، وفجأة ودون أن أشعر انسدلت أجفاني على مشاهد الواقع، لانتقل إلى دراما الأحلام، حيث زارتني قريتي الحبيبة ( شندويل البلد ) وألقت بكفها الناعم الرشيق على قلبي ومررته على... صفحاته فشعرت وكأن دماء مخلوطة بماء الورد بدأت تندفع في أغادير جسدي، وشعرت بنبضات الحب تنفض عن قلبي آلام الغربة المتكدسة، وشاهدت عندئذ سحائب السرور تغرق المكان بوابل من الفرحة المغدقة، وصمتت في هذا اللحظات أنفاسنا، وغابت كلماتنا، وجمدت أجفاني أمام صورة بلدتي الماتعة، مقفت مليا وكأني استثمر كل لحظة لأملأ كؤسي من فيضها المسترسل،
قالت بطرف عيونها كلمات .... فارتعدت صائحا " شندويل "
بعدها ساد الصمت، وتبادلنا النظرات الدافئة، وراحت عيوني في سياحة ممتعة تتفقد جنباتها وقسماتها، كانت رحلة تملؤها أحاسيس حب المراهقة العنيف، ومضى الوقت بتوقيت زمن الأحلام.
وقبل أن تلملم شندويل أطرافها لتغادرني، مددت يدي لأقبض على كفها، ولكن عادة كفي ممتلأة بالفراغ؛ لقد نزعت شندويل يدها عن حياض فؤادي ، ولكن إذا بزهرة فيروزجية من أجمل ما رأيت، قد نبتت من رطوبة كفها، وراحت شندويل تتضائل خلف الظلام وهي تقول اروها بحبك لي... إروها بحبك ... إروها بحبك ..... وبس بعدها صحيت.
بقلم/ مختار محمد على أبوشافعين الأنصاري
اهداء شندويلي إلى فضيلة الشيخ بكر الصاوي - شعر
عرفانا بالدور الذي يقوم به مولانا الشيخ ( بكر الصاوي ) في شندويل البلد
أقول لكل ابن من ابناء شندويل:
لذ بالأصيل وفخر أهل النجع............ " بكر " ابن أهل الله شيخ الربع
إن حل " شندة " فابتدره ملازما........ هذا الأمين على علوم الشرع
ألق الدلاء ببحره وانهل فقد ..............حاذ المعارف من علوم سبع
شعر/ مختار محمد على ابو شافعين الأنصاري
على أطلال مدرسة شندويل البحرية الأبتدائية - شعر
يا ساحة شادها الأجداد من لَبِن ...... فيها تخرج كم من نابغ فطن
فيها تربى شباب زان مفرقهم ......... تاج من الدر لولا العلم لم يكن
زال البناء وانتي في ضمائرنا.......... نقش يردد ما أورثتي من سنن
يا شندويل احفظي تاريخ مدرسة... أملت على الناس آلافا من المنن
ولتُشهدي جارها هذا الولي على.... أن تحفظي فضلها دوما على الزمن.
شعر/ مختار محمد على ابو شافعين الأنصاري
في شندويل - شعر
في شندويل
ما بين "المُرة" و"الحَربي"......... سر وأمدح (شندة) يا قلبي
صف رقة ماء جداولها .............. الساقي الأرض من الخصب
والنخل الماسل للعليا ..................... ء.الراقص دوما للعشب
قف واسمع طير خمائلها ...................الصادح باللحن العذب
قف واسأل شندة عن صحب............ أجواد كانوا على دربي
أو أهل قَلَّ نظائرهم ...................... في الجود كنهر منصب
كم جزت إليهم فتنادوا.............."هات المشروب إلى الذئب"
يا "شندة" حنَّ لكي قلبي.............. والهجرة ليست من دأبي
فاراتفقي إن عدت إليكي.............. أسألك الصفح عن الذنب
شعر / مختار محمد علي أبوشافعين الأنصاري
الشعير بمختار الديب
ترجمة العلامة المقرئ المحقق محمد سليمان الشندويلي
ترجمة موجزة عن علمٍ من أعلام القراءات المغمورين الذين ساهموا في خدمة إقراء القرآن الكريم والقراءات وعلوم القرآن بكلِّ إخلاصٍ وتَفانٍ وجَدارة:
هو العلامة المقرئ المتقن المحقق، والمتفنن المدقق، ناشرُ لواءَ الإفادة للطَّالبين، والاستفادةَ للسَّائلين، اللَّوذعي المِصقَع، وَالدرَّاكة الْمُرعرَع، الشيخ محمد سُليمان بن أحمد سُليمان الشَّندويلي[1] بلداً ومولداً، القاهري إقامةً ومدفناً، الأزهري تربيةً وتعلُّماً، المالكي فقهاً ومذهباً، شيخ مقارئ مسجد الحسين بالقاهرة لقرابة نصف قرن!.
حفظ القرآن المجيد، وأتقنه وجوَّده غاية التجويد، ثم اشتغل في طلب العلم بالجامع الأزهر، إلى أن حصل له الحظ الأوفر، فأخذ في الاشتغال بالتعلم والتحصيل، وقد أدرك الجهابذة الأفاضل ذوي القدر الجليل، وتلقَّى عليهم العلوم الشَّرعية والعربيَّة، ومنها القراءات العشر بطرقها المعروفة المرضية، فتلقَّاها على مشايخه في المعاهد الدينية العلمية الإسلامية الأزهرية بأسانيدهم وأجازوه بها، وقد أدَّى الامتحانَ النِّهائي بنجاح في ذلكَ علمياً وعمليِّاً أمام اللجنة برئاسة شيخ المقارىء المصرية في زمانه وأوانه العلامة المحقق الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشَّهير بالحدَّاد (1282 - 1357 هـ ) [2]، ونال بذلك شهادة علم القراءات والإجازة بها عام تسع وأربعين وثلاثمائة وألف هجرية، وصادقَ عليها شيخُ الْجامعِ الأزهَرِ في وقته العلامة الشيخ محمد الأحمدي الظَّواهري (1295 - 1363 هـ )[3] ثم تلقَّى القراءات العشر على شيخه العلامة المقرئ الشيخ محمد بن أحمد المغربي[4] شيخ الإقراء بالْجَامِعِ الأزهر،ومِنْ أبرزِ أَقرانِ المترجَمِ لَهُ في العلم: العلامة المقرىء الجَليل الشيخ محمد بن إسماعيل الهَمداني (ت: 1405هـ) شيخُ مَقرأةِ الْجَامعِ الأزهَر، والعلامة المقرئ الجليل الشيخ عامر بن السيد عثمان (ت:1408هـ) شيخ مقرأة مسجد الشافعي بالقاهرة، ثم شيخ عموم المقارئ المصرية.
وقد تَصدَّر الشيخ الشَّندويلي مُدَّةً طويلةً للإقراء وَالتَّدريس وإفادة الطَّلبة، خاصَّة في مَقرأة مسجد الحسين بالقاهرة، فاشتهر بعلم القراءات والتجويد، وأصبح يُشارُ إليه بالبنان في عَصره، ويُعتبرُ من بقية أفذاذه في مِصره، وكان فريداً في تسهيل المعاني وتبيين المباني في مَسائلِ القراءات ودقائِقَها، يفكُّ كلَّ مُشكلٍ بواضحِ تقريره، ويفتحُ كلَّ مُغلقٍ برائقِ تحريره، وكان واسعَ الحفظِ شديدَ الضَّبط للقراءات مُتواتِرها وشَاذِّها وحُجَجِها وطُرقِها وتحريراتها، ومُحيطاً بعلوم الرَّسم والضَّبط والفواصل، وقَدْ شَابهَ الإمامَ الْمُقرىءَ علمَ الدِّينِ علي بن محمد بن عبد الصَّمدِ السَّخاوي[5] (558 - 643 هـ) في طريقَتهِ للإقرَاءِ، بحيثُ يقراُ عَليهِ رَهْطٌ منَ القُرَّاءِ بمواضعَ مختلفةٍ من الْقُرآنِ الْعَظيمِ في دُفعةٍ وَاحِدةٍ بعدِّة روَاياتٍ وقرَاءاتٍ وهُو يَردُّ عَلى الْجَميعِ دُونَ لَبسٍ أَو خَلطٍ مِمَّا يَدلُّ عَلى سُرعَةِ بَديهيَّتهِ وكَمالِ فِطنتِه، وكانَ صاحِبَ دُعابةٍ ونُكتةٍ حاضرة، يمازحُ تلامذته رغمَ هَيبته، وامتاز بخطِّه الحسن الرَّائق فنسخَ الكثير من أمَّهات الكتب والمصاحف، وكان يكتب الإجازة لتلاميذه بخطه، ويسوقُ إسناده إلى النَّبي عَليه الصَّلاة والسَّلام، ومن سجاياه الحميدة أنه يأبى أخذَ الأُجرةِ على الإقراءِ بَلْ كان عَملُه احتساباً للأجرِ عند الله تعالى، حيثُ كان عفيفاً متقشِّفاً زاهداً، وصالحاً مُخبتاً عابداً، وللمترجَم المذكور فضائل شهيرة، وشمائل بديعة كثيرة، وقد قرأ عليه آلاف الطَّلبة والقُرَّاء بمختلف القراءات والروايات، وأنجب تلامذة فضلاء، لهم في العلم و فنِّ التجويد والقراءات اليد البيضاء، فمن داخل مصر:
♦ الدكتور الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف المصري الأسبق، محقق كتاب "شرح السنة للبغوي"، و كتاب "طبقات المالكية، المعروف باسم: الديباج المذهب في معرفةمذهب ابن فرحون "، وكتاب "درة الحجال في أسماء الرجال - ذيل وفيات الأعيان"، وكتاب "معالم الإيمان في طبقات علماء القيروان".
♦ القارئ الشهير إبراهيم الشعشاعي.
♦ الشيخ حسن بن عبدالسلام بن حسن أبو طالب.
♦ القارئ الشهير كمال البهتيمي.
♦ الشيخ كمال بن محمد أنيس القوصي.
♦ القارئ الشهير محمد محمود بحيري.
♦ القارئ الشهير محمود عبد الحكم.
♦ القارئ الشيخ عبدالغني حسن.
وغيرهم كثير..
وأما تلامذته من خارج مصر، فمنهم:
♦ الشيخ محمد بن شحادة الغول، من بلدة بخعون قضاء طرابلس لبنان، صاحب كتاب: "بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن".
♦ الشيخ محمد غياث بن محمد الجنباز، من حماة سوريا، محقق كتاب: "الغاية في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني، وكتاب: "التصديق بالنظر إلى الله تعالى" للآجري، وكتاب: "القراءات الشاذة وتوجيهها في تفسير القاضي البيضاوي" وكتاب: "الشِّرعة في القراءات السَّبعة وشرحها لهبة الله البارزي الحموي، وغيرها".
♦ الشيخ محمد فيصل عداب بن محمود الحمش، من حماة سوريا، له كتب منها: "رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل"، و"ثعلبة بن حاطب الصحابي المفترى عليه"، و"الإمام ابن حبان ومنهجه في الجرح والتعديل".
وعلى الرَّغم من انشغَالِ المترجَمِ لَهُ - رحمه الله - بتصَدِّيهِ للإقراءِ والتَّعليمِ مَا يزيدُ عَلى نصفِ قَرنٍ مِنَ الزَّمان، إلا أنَّ لَهُ مؤلفاتٌ بهيَّة، وآثارٌ لَطيفةٌ زَهيَّة، فمِنْ جُملتهَا: شَرحٌ على مَتنِ الشَّاطبيةِ في القراءاتِ السَّبع، ومنظومة ألفيَّة في النَّحوِ والصَّرف، وتحريرات في القراءات وطرقِها، وغيرها، لكن بَقيتْ آثارُه مخطوطة في خزانتهِ الخاصَّة.
ولم يزل الشيخ الشَّندويلي على حالةٍ حسنة، وصفةٍ مُستحسنة، إلى أن دعاه داعي المنيَّة، إلى الدَّار الآخرة العليَّة، عام ثلاث وأربعمائة وألف هجرية بالقاهرة، بعد حياة حافلة لخدمة كتاب الله العزيز.
رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه جنات من تحتها الأنهار، وجزاه عمَّا قدَّم خير الجزاء وأوفاه، وجمعنا به في مُستقرِّ رحمته، وبدار كرامته.
العلامة المقرىء الكبير الشيخ محمد سليمان الشندويلي مع تلميذه الشيخ محمد غياث الجنباز، وذلك في أوائل السبعينات الميلادية، بمنزل صاحب الترجمة في حي الدراسة بالقاهرة |
وثيقة: "شهادة علم القراءات والإجازة بها" التي حصلَ عليها العلامة المقرىء الشيخ محمد سُليمان الشَّندويلي من المعاهد الدينية بالجامع الأزهر، ويظهر أنه أدَّى الامتحان النهائي بنجاح أمام اللجنة برئاسة شيخ المقارىء المصرية في زمانه وأوانه العلامة المحقق الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشَّهير بالحدَّاد، وعليها تصديق شيخ الجامع الأزهر في وقته العلامة الشيخ محمد الأحمدي الظَّواهري عام تسع وأربعين وثلاثمائة وألف هجرية.
أنموذج من إجازة العلامة المقرئ الشيخ محمد سليمان الشندويلي لتلميذه الشيخ محمد بن شحادة الغول برواية حفص عن عاصم، بخطه الحسن، وذلك عام 1388هـ.
مصادر الترجمة: مشافهة من تلاميذه
[1] قرية "شندويل" هي إحدى القرى التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر.
[2] الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية لزكي مجاهد: (2 / 172 ).
[3] الأعلام الشرقية: (2/ 147).
[4] وهو من أبرز تلامذة شيخ الإقراء بالديار المصرية الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحدَّاد.
[5] ترجمته في: وفيات الأعيان لابن خلكان (1/ 345)، معرفة القراء الكبار للذهبي (1/ 597)، طبقات الشافعية للسُّبكي ( 8 /297 )، وغاية النِّهاية لابن الجزري ( 1/ 568)، بغية الوعاة للسيوطي ( 2/ 192).
من جماليات التعايش الديني في شندويل
كان في شندويل البلد خياط مسيحي اسمه (نبيل حليم) له دكان بجوار المسجد الوسطاني، وكان عمي نبيل (هكذا كنا نناديه) كل يوم جمعة يحول مؤشر الراديو على إذاعة القرآن الكريم مشاركة للمسلمين في يوم جمعتهم، بل كان يفعل ذلك في الصباح كثيرا جريا على عادة المسلمين في ذلك... (إنه الجمال الذي يحاول المتشددون إفساده).
ومن جماليات التعايش الديني في شندويل أيضاً أن من عادة المسلمين والمسيحين في شندويل تبادل العزاء في حالات الوفاة، حيث كان يحضر قسيس كنيسة شندويل على رأس وفد الكنيسة للعزاء، (والجميل) أنهم كانوا لا ينصرفون إلا بعد سماع ثلاث تلاوات على عرف البلد في ذلك، (والأجمل) أن قاري العزاء كان إذا علم بحضورهم يقرأ لهم من سورة مريم....... (شوفت أحلى من كده؟!).
بقلم الباحث الأسلامي : مختار محمد على أبوشافعين الأنصاري
بقلم الباحث الأسلامي : مختار محمد على أبوشافعين الأنصاري
الخميس، 6 ديسمبر 2018
ما بين الشيخ محمد الوقاد الشندويلي والدكتور أسامة الأزهري
أما الأول فهو الشيخ الصالح/ محمد إسماعيل الوقاد (رحمه الله) كان رجلا فلاحا، أميا، لم يتعلم القراءة والكتابة، ولم يلتحق بأي من مؤسسات التعليم في حياته، غير أن نشأته في شندويل وصحبته لعلمائها كونت لديه قدرا كبيرا من العلم بالفقه، فببركة ملازمته للشيخ علي عتمان (رحمه الله) [أحد كبار علماء شندويل] حفظ حاشية الصفتي على متن العشماوية في الفقه المالكي، وألمّ بكتاب الشرح الصغير للعلامة الشيخ سيدي أحمد الدردير المالكي، كل ذلك أخذه تليقنا من فم الشيخ مسألة مسـألة.
وأما الشيخ الدكتور أسامه السيد الأزهري، فهو شيخنا، ودرة زماننا، وهو غني عن التعريف.
وقد حدث يوما أن كان الشيخ أسامة –وهو طالب- عائدا من معهد شندويل إلى قريتهم؛ فإذا بالشيخ محمد إسماعيل الوقاد مقبل على حماره، فاستوقف الشيخ أسامة وسأله: ماذا تدرس في الأزهر؟ فأجب الشيخ أسامه: أدرس الفقه والتفسير والحديث والعقيدة، فقال له الشيخ الوقاد، إذن فلتجب عن هذا اللغز الفقهي:
قل للفقيه ولا تخجلك هيبته ****** شيء من المخرج المعتاد قد عرضا
فأوجب القطع واستنجى المصلي له ****** لكن به الطهر يا مولاي ما انتقضا؟
قال الشيخ أسامة: فلم أعرف الإجابة، وانصرفت، غير أن السؤال علق بذهني، ولم يزل حاضرا حتى وقفت بعد سنوات على حاشية الصفتي على العشماوية، فوجدت السؤال (وهو من نظم العلامة الأمير المالكي) وإجباته ( وهي من نظم العلامة الصفتي) ففرحت فرحا شديدا.
ثم حدث أن التقى الشيخ أسامه بالشيخ إسماعيل الوقاد مرة أخرى أيام طلبه للعلم في منازل آل الوقاد، فقال للشيخ إسماعيل: فضيلتكم سألتني سؤال في الطريق منذ سنوات وأنا عرفت إجابة السؤال، وتلا عليه ما نظمه العلامة الصفتي في الإجابة، قائلا:
حمدا لربي، وشكرا، والصلاة على **** محمد، مَن لجيش الكفر قد قرضا
جواب هذا: الحصى والدود إن خرجا **** مع بلة كثرت، قد زال ما غمضا.
فضحك الشيخ إسماعيل الوقاد، وقال: يبقى انت لقيت حاشية الصفتي!!!.
وقد لازم الشيخ أسامة الشيخ إسماعيل بعد ذلك وهو يومها قد جاوز التسعين من عمره، واستفاد من علمه، وهو يذكره بين مشايخه الذين أخذ عنهم العلم في صباه.
يقول الشيخ أسامة عن شيخه(أما شيوخي في الدراية فقد لزمتُ في صباي الشيخ الصالح محمد إسماعيل وقَّاد الشندويلي، وكان رجلا صالحًا معمرًا، قارب التسعين من العمر أو جاوزها، يحفظ «حاشية الصفتي على العشماوية»، ويلم بـ«الشرح الصغير» لسيدي أحمد الدردير، فانتفعت به وبصلاحه، وحفظت من لسانه فوائد ومسائل من تلك الحاشية، وكان هو قد لزم العلامة الشيخ علي عتمان-بالتاء المثناة الفوقية-، الملقب في تلك النواحي بـ: «مالك الصغير»، وهو الذي لقنه حاشية الصفتي مسألة مسألة، وقد انتفعت بالشيخ المذكور، وبصلاحه وبركته وفضله)..
[أروي أصل ذلك عن الشيخ أسامة السيد الأزهري، وقد سمعت هذا القصة منه مرارا]
بقلم الباحث في العلوم الأسلامية
مختار محمد علي أبو شافعين الأنصاري
الأربعاء، 5 ديسمبر 2018
زيارة (الملك فؤاد) لقرية شندويل سنة (1921م
الشيخ محمد عبدالله القاضي الشندويلي يلقي كلمة أمام الملك |
هذه الزيارة أرخ لها المؤرخ الشاعر/ عبد الحليم حلمي إسماعيل المصري، في كتابه [الرحلة السلطانية وتاريخ السلطنة المصرية قديما وحديثا، طبعة: مطبعة مطر، ص 66] .
ومما جاء في هذا الكتاب أن هذه الزيارة تزامنت مع الرحلة النيلية التي قام بها الملك فؤاد الأول لتفقد مديريات الصعيد من القطر المصري، فعندما شارفت الباخرة (أرابيا) على مياه شندويل، تقدم مدير جرجا بعرض طلب التشريف بالزيارة المقدم من محمود بك محمد حسن الشندويلي (حصل على رتبة الباشوية بعد ذلك) ، فوافق الملك على قبول الدعوة.
محمود باشا الشندويلي بن محمد بك الوكيل |
وكان الباشا الشندويلي قد أعد العدة لاستقبال الملك فأقام الزينة على جانبي النيل قبالة شندويل لمسافة (5كم) وأقام مرسى خاصا لترسو به الباخرة وسرادقا كبيرا للاستقبال، وأعد الذبائح والمكرمات وواجبات الضيافة للملك وحاشيته ومن حضر، فنزل الملك عند (الساعة 5م) من يوم الثلاثاء (18 /1/ 1921م) ليقضي في شندويل ليلته كاملة إلى صباح اليوم التالي. وكان قد اجتمع لاستقباله أعيان القرية وما جاورها من بلدان بالإضافة إلى وجهاء مديرية جرجا ومن بينهم: مصطفى باشا أبو رحاب (من أعيان العسيرات).
وممن كان في مقدمة مستقبلي الملك على المرسى من أبناء شندويل والمرتبطين بها:
- محمود باشا الشندويلي، وعمه سيد بك حسن وأعيان أبناء حسن بك عبد المنعم.
- محمد بك عبد الهادي الجندي (ولعله العم الأعلى لأبناء السيد متولي عزب)،ولد ومات بالقاهرة وحصل على الباشوية، وتولي منصب وكيل مجلس النواب، وتولى وزارة الأوقاف سنة (1942م) في وزارة النحاس باشا لكنه توفي سنة (1944م). وله كتابان مشهورات هما (التشريع وواجب المشرع ) و (التعليقات الجديدة على قانون العقوبات الأهلي) وفيه كتب مطران خليل مطران قصيدة (القاضي العادل).
*** انظر ترجمة الجندي في كتاب الأعلام: خير الدين الزركلي، 6 /254] وانظر أيضا [معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة، 10 / 262] وانظر [ديوان الخليل: لمطران خليل مطران، ص299] وانظر: [مذكرات إسماعيل صدقي باشا، ص 31]
محمود باشا عبد الهادي الجندي |
وعند نزول الملك إلى السرادق المقام على شرفه، أطلقت المدافع، وأديت التحية العسكرية، وعزف السلام السلطاني، وارتفعت أعلام الطرق الصوفية التي حضرت المشهد، وتليت آيات القرآن الكريم، وألقىت الخطب، ثم ألقى الاميرلاي غالب بك شافعين الكلمة نيابة عن الباشا الشندويلي.
سرادق أستقبال السفينة الملكية |
*** انظر كتاب [[الرحلة السلطانية وتاريخ السلطنة المصرية، عبد الحليم المصري، ص 67] .
وهذه الزيارة تدل على قوة العلاقة بين محمود باشا الشندويلي والقصر الملكي آنذاك، حيث إن شندويل هي البلدة الوحيدة التي نزل بها الملك بعد أسيوط، ويبدو أن هذه العلاقة كانت علاقة قديمة، فقد أشار علي مبارك باشا في خططه إلى أن الخديوي إسماعيل (والد الملك فؤاد) هو الذي منح (حسن بك عبد المنعم) جد الباشا الشندويلي، رتبة الاميرلاي بعد تقاعده من نظارة مركز طهطا، وأعاده لتولي منصب عضو بمجلس الاستئناف بأسيوط (محكمة الاستئناف) وهو الذي عين ابنه/ محمد بك حسن، وكيلا لمديرية جرجا في (25 / 10/ 1871م) ثم قنا، ولهذا يقال لأحفادة إلى اليوم (بيت الوكيل) وقد تولى جملة من ابناء حسن بك عبد المنعم عضوية المجالس النيابية منهم: ضيف الله حسن (1870م) و سيد بك حسن عضوية مجلس النواب (1925م) وكثير بعدهم.
****انظر: [كتاب الخطط التوفيقية: علي مبارك باشا، 12 / 137] وانظر [تاريخ الحياة النيابية في مصر من عهد ركن الجناب العالي محمد علي باشا: محمد خليل صبحي، 6/ 117]
مع تحياتي، الباحث/ مختار محمد علي الشندويلي الأنصاري
(ملحوظة) يعتمد الباحث فيما يدونه من معلومات على المراجع المطبوعة فقط، مقتصرا على ما ورد فيها، ولا يعتمد على الروايات الشفهية، وهذا هو منهجه المعتمد في البحث، أما الصورفهي من مشاركات الأحفاد.
إشكالية (العزاء على المقابر ولا عزاء للسيدات) بشندويل البلد / سلسلة مقالات تناقش الازمة
من أهم عادات أهالي قرية شندويل البلد مركز المراغة تأدية واجب العزاء فيقيم أهل المتوفي سرادق لتلقي العزاء فيه سواء بديوان العائلة أو بنصب سرادق لتلقي الواجب فلهذا الواجب قدسية خاصة في نفوس أهالي شندويل إلى أن أنتشار فكر سلفي يقول ( العزاء على المقابر ولا عزاء للسيدات) ، فأنقسم أهالي القرية والعائلة الواحدة إلى مؤيد ومعارض فمنهم من يتلقى العزاء فقط على المقابر دون نصب سرادق خاص للعزاء وفق لهذه الدعوة ومنهم من تمسك بالعادات الموروثة ثم لوحظ أن من التزموا بالعزاء على المقابر يتلقون العزاء في بيوتهم بعد الدفن وفي الغالب لا تكون مؤهلة لاستقبال الكم الغفير من المعزين كما أنهم يؤدون واجب العزاء في سرادقات العزاء التي مازالت تقام بالقرية وفي ذلك ما يخلف المبدأ والمعتقد من الأساس❗وعاد النقاش من جديد ليتفجر حول مدى صحة قول ( العزاء على المقابر ولا عزاء للسيدات ) .
لذلك نقدم لحضراتكم سلسلة من المقالات لأبن شندويل البحث في الشؤون الإسلامية مختار محمد على صالحين ابوشافعين الأنصاري لاقت قبولا واسعا لين أبناء قرية شندويل تناقش هذه آل أشكالية.
(مقال ١)
كيف يقال في شندويل (لا عزاء للسيدات)؟!
..........................................
كيف؟... والعزاء بإجماع العلماء سنة مستحبة مندوب إليها.
كيف؟... والمرأة مخاطبة بأحكام الشريعة كالرجل فمندوب في حقها أن تعزي غيرها.
كيف؟.... والفقيه مطالب بأن يسهل للناس القيام بالعبادة وليس إليه كفهم عنها.
كيف؟....وليس لنا أن نقول بما يكر على مقاصد الشريعة بالبطلان، ومن مقاصدها نشر المودة والرحمة والترابط والتواصل والمواساة.
كيف؟ .... والإبقاء على التعزية مع رفع التكلفة المالية ودفع المخالفات النسائية ممكن بأن نستحدث طريقة لأداء سنة العزاء يمنع فيها الجلوس عند أهل الميت فتعزي المرأة من على الباب ثم تنصرف مباشرة. وﻻ أدري ما المفسدة في ذلك.
كيف؟..... وليس من الفقه أن نسد الذريعة إلى المفسدة بإلغاء السنة متى أمكن تجنب المفسدة والإبقاء علي المصلحة الشرعية وإقامة السنة المرعية.
كيف؟.... والواجب أن نكثر أعداد المعزين القائمين بالسنة لا أن نقللهم ونغلق في وجوهم كل باب للقيام بها، وقد كان المعزون في شندويل يصلون إلى (20 ألف معزي) فإذا بهم الأن لا يبلغون 100.
(مقال ٢)
في مجالس التعزية بشنويل تعلمنا:
- تعلمنا تقدير الكبار، فنقف لقدومهم ولا نجلس إلا بعد جلوسهم.
- تعلمنا الاحترام فلا نسبق في المسير من هو أكبر منا سنا ولو بيوم.
- تعلمنا جبر خواطر الناس وأن تعزيتهم اسمها (الواجب) ويالا عظمة هذه الكلمة.
- تعلمنا أن نجلس وأبصارنا وأسماعنا لكبارنا، فنهب لخدمتهم ولو بإشارة أو إيحاء (فواعجبا)
- تعلمنا بذل كل ما نستطيع من أساليب الحفاوة للضيف.
- تعلمنا شكر من أسدى إلينا خيرا، فلا نكف عن قول (شكر الله سعيكم).
(كانت مجالس التعزية محاضن للتربية وفيها بنيت الأجيال وصنعت الرجال).
(مقال٣)
على هامش مقالاتي السابقة عن العزاء في شندويل
اردت أن أشد أذهان الناس إلى مراكز اﻻعتدال والوسطية، فقد اتفق المشايخ وارتضت بعض العائلات منذ سنوات أن يظل العزاء قائما في القرية، وأن يكون على المقابر مراعاة للظروف،،، لكن يبدو أن السفينة قد انحرفت بشدة، في حين سنة من أهلها.
- فقد أصبحنا ندعوا جهارا نهارا إلى ترك سنة التعزية وكأنها عادة وليست عبادة، فننادي (ﻻ عزاء للسيدات) والحقيقة أن المرأة كالرجل مكلفة بالتعزية شرعا.
- وأصبحنا نغلق في وجه من لم يشهد الجنازة كل باب فننادي (ﻻ مجلس بعد الدفن) ولا أدري أين يعزي؟؟ هل يذهب إلى منزل أهل المتوفى ومنزلهم لا يصلح لاستقباله، أم يهيم على وجهه في الأزقة باحثا عنهم، أم يكف عن التعزية؟!.
- وأصبح عدد المعزين على المقابر ﻻ يتجاوز نسبة (10%) ممن يحضرون الجنازة، بمتوسط (50 شخصا) ونحن قرية كان عدد المعزين فيها يتجاوز ال (20,000 معزي).
- أن الحرج ما زال واقعا على أهل المتوفى فقد اضطر الناس لفتح مناضرالمنازل وهي لا تتسع لاستقبال أحد، وغالبا ما تكون غير مهيأة، وبالتالي أصبح لسان حال أهل المتوفى يقول (يا ناس أرجوكم لا تعزونا).
- لم يتحقق ما توهمناه من قبل من إمكان العزاء في الطرقات، فلم يحدث أن رجلا جاء من شرق البلد إلى غربها ليصادف شخصا ليعزيه، ولم يحدث أبدا أن وفد عائلة اجتمع في شارع ليعزي رجلا أعلن أن العزاء على المقابر، بل الواقع أن العائلات أصبحت لا تعزي من يعلن أن العزاء على المقابر، وبالأمس كان الرجل الفقير يلقى تقديرا من أكابر شخصيات البلد والبلدان مما كان يشعره بالانتماء والكرامة والحب والتقدير.... والآن لا أحد يسأل في كرامته، فليدفن ميته وليزم بيته.
- نسينا أو تناسينا الحكمة الشرعية من العزاء وهي تطييب الخاطر، وتسكين القلب، وتضميد الجرح، والشفقة بالمصاب، والإحساس بهموم الناس، فاعتنينا فقط بتوفير الماديات... ولتحترق القلوب ولتجف المشاعر.
وما سبق يعني وبوضوح أن كلمة (العزاء على المقابر) أصبحت تعني ( لاعزاء) وترادف (إلغاء العزاء)
وما أرجوه ممن تصدروا لوضع هذا النظام من قبل وممن أخذوا به هو الاجتماع من جديد والتشاور لتصحيح المسار ووضع نظام جديد يعالج سلبيات قصر العزاء على المقابر ويضمن استمرار فوائد العزاء الدينية والاجتماعية التي كادت أن تموت، وذلك من خلال الحوار المتأني الموسع وسماع الحلول المقترحة من الفقير قبل الغني، وعدم الانفراد بالرأي، ومراعاة ما يأتي:
1. عدم التضحية بسنة العزاء كعبادة شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة، إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة) والعمل على تكثير أعداد المعزين وتجنب الاقتراحات غير الواقعية التي تؤدي إلى تقليلهم.
2.عدم عزل غير المقتدرين من أهالي شندويل اجتماعيا، فلم تعد وفود العائلات تسعى إلى الرجل الفقير لتعزيته، مما يعني أننا لو تركنا الأمر هكذا سوف يتحول المجتمع الشندويلي بعد فترة إلى طبقتين لا يوجد بينهما أدنى تواصل أو تراحم أو توقير.
3.التخفيف عن الفقير وعدم إلزامه بطريقة تعزية تؤذي مشاعره أو تكلفه بما ﻻ يطيقه من النفقات المالية، وعدم مطالبة من يملك النفقة بترك ما هو عليه من الفرش وهولاء غالبا من أصحاب المناضر، فالمطلوب وضع نظام يعيد التواصل والتراحم لا وضع نظام يزيد من المعاناة والتشرذم.
4.الإبقاء على العزاء كمدرسة لتربية الأجيال على قيم الحب والاحترام والتراحم والتعارف، وكمساحة للتواصل بين أهالي القرية فالعزاء أمسى هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجمع أهالي شندويل من غير بطاقة دعوى أو كلفة مالية.
(والله من وراء القصد).
(مقال رقم٤)
حل مشكلة التعزية في شندويل (في كلمتين):
الأسلوب العلمي لحل أي مشكلة، يتطلب تحديد جوهر المشكلة بدقة.
السؤال: ما هو جوهر مشكلة العزاء؟
الجواب: جوهر مشكلة العزاء هو جلوس الوفد القادم للتعزية (رجال أو نساء) عند أهل المتوفي.
- فجلوسهم يتطلب أن يعد أهل المتوفي مكانا مناسبا للجلوس وكنب وكراسي.
- وجلوسهم يتطلب نصب صوان في حالة ضيق المكان وهو مكلف.
- وجلوسهم يستلزم استئجار مقرئ ليقرأ ثلاثة عشور لكل وفد.
- وجلب المقرئ يستلزم إخراج صينية الأكل في كل وجبة.
- وجلوسهم يستلزم أن يظل أفراد عائلة المتوفي موجودين ليلا ونهارا ويتركوا وظائفهم.
- وجلوس الحريم بالذات هو مدعاة لهم إلى مسك السير والنميمة.
وإذا انحصرت المشكلة في جلوس الوفد القادم للتعزية، فحل المشكلة باختصار، هو أن نجعل العزاء (على الواقف) يعني (على الماشي)، فيجلس أهل المتوفي في منضرتهم، أو في منضرة بيتهم، أو على ثلاث دكك أمام بيتهم أو في أي مكان يحددونه هم أثناء النداء للجنازة، لمدة 3أيام في جزء من اليوم يحددونه هم أيضا أثناء النداء للجنازة (مثلا من المغرب إلى بعد العشاء) فيأتي أهل البلد من كل حدب وصوب في الوقت المحدد لتقديم التعزية غنيهم وفقيرهم كبيرهم وصغيرهم يعزونهم ثم ينصرفون دون جلوس (على الماشي) وبهذا نكون لسنا بحاجة لا لكنب، ولا لصوان، ولا لمقرئ ولا لطعام وﻻ لترك وظائفنا وأشغالنا لمدة 3 أيام.. ولسنا بحاجة لإلغاء السنة ولا للقضاء على كل مظاهر التواصل والتقدير الحب بين الناس.
ـــــــــــــــــــــــ
ملحوظة: من لديه مكان متسع، ومقدره مالية، ليس لديه مشكلة، فليبق على ما هو عليه.
(فكرة قابلة للتطوير).
(مقال ٥)
التعزية: عادة أم عبادة؟ (موازنة وتوضيح فقهي)
العادة: هي (ما تعارف عليه الناس، وتقوم عليه مصالحهم، وإن لم يرد به نص شرعي) والعادة يمكن تغييرها إذا ترتب عليها الإضرار بمصالح الناس، أو أدت إلى مخالفة الشرع، لأنها تعتبر حينئذ عادة فاسدة.
العبادة: هي (التي شرعها الله لعباده، وأمرهم بالقيام بها، ورتب الثواب على فعلها، والذنب أو اللوم على مخالفتها) وهي تتميز بالثبات وعدم القابلية للتغير.
السؤال: هل التعزية عادة يمكن أن نغيرها، أم عبادة لا يمكن المساس بها؟
الجواب: أن التعزية التي نقوم بها في بلادنا تشتمل على جانبين:
الجانب الأول: عبادة لا يمكن المساس بها: ويتمثل هذا الجانب في القدر المشروع من التعزية، بأن يذهب المسلم إلى أهل المتوفى فيقول لهم: البقاء لله، ويوصيهم بالصبر، ويدعو لهم وللميت، ثم ينصرف. هذا القدر لا يجوز لأحد أن يغيره، أو أن يحدث ما يمنع الناس منه، أو أن يتسبب في تقليل أعداد القائمين به، أو أن يقصره على الرجال دون النساء، وليس لجماعة أن يتفقوا فيما بينهم على أن لا يعزوا هم أحدا أو ألا يعزيهم أحد.
الجانب الثاني: عادات وأعراف تعارف الناس عليها وارتبطت بكيفية أو طريقة التعزية، كأن يتعارف الناس على أن يجلس أهل المتوفي في صوان أو منضرة، وأن يأتوا بمقرئين، وأن يجلس وفد المعزين ليستمعوا لـ 3 عشور من القرآن وأن لا ينصرفوا إلا بعد سماعهم، ونحو ذلك، فهذه كلها عادات يمكن أن تكون حسنة في وقت ما، ويمكن أن نتخلى عنها أو نهذب من شأنها في وقت آخر إذا ترتب عليها إضرار بالناس أو أدت إلى إحجام الناس عن أداء العبادة أو الحيلولة دون التمكين من أدائها.
وهنا لا بد من التنبيه على أمرين مهمين، هما:
1. أن من الخطأ أن ننزل العبادة منزلة العادة فنغيرها، فنقول إن التعزية (التي هي تصبير المصاب والدعاء له) كانت في الزمن السابق وأن الناس قد انشغلت، وأنه ترتب عليها إضرار بأهل المتوفي؛ فنتفق على تركها، أو منع الناس من أدائها، أو أن نمنعها في جانب النساء، أو أن نجعلها في أضيق الحدود، فهذا الأمور جناية على العبادة، وإبطال لها، وكف للناس عنها.
2. أن من الخطأ أن ننزل العادة القابلة للتغيير منزلة العبادة فنثبتها ولو ترتبت عليها مفسدة، فنقول مثلا: لا تصح التعزية إلا بمقرئين، وصوان، وجلوس عند أهل المتوفى لسماع 3 عشور من القرآن، ونحو ذلك من العادات، وأن من يدعوا إلى ترك شيء من ذلك فهو ضال مبتدع، فهذا تضييق على الناس وهو يضر بالعبادة حيث إنه يحمل الناس على الأنفة من أدائها.
لذا ينبغي عدم الخلط في التعزية بين ما هو عادة وما هو عبادة، وينبغي أن نتمسك بالعبادة ونشجع الناس على أدائها، وأن نستحدث للناس من الوسائل ما يحفزهم لأداء العبادة ويسهل لهم القيام بها، وأن نعيد النظر في العادات السابقة التي يمكن أن تضر بالناس فنغيرها تغييرا لا يؤدي إلى عدم القيام بالعبادة أو تقليل القائمين بها، أو قصرها على بعض الناس دون بعض، وأما ما كان من العادات لا ضرر فيه فلنبق عليه أخذا بقاعدة العرف ولا نسعي لتغييره لمجرد الرغبة في التغيير لاسيما إذا كان له فوائد معتبرة.
والله أعلم.
(مقال ٦)
خطورة التغيير المتسرع للعادات
الأعراف الاجتماعية والعادات الحضرية هي في حقيقتها هيئات سلوكية اجتماعية استقرت لارتباطها ووفائها بالمصالح العليا للمجتمعات، ولذا اعتبرها الإسلام مصدرا للتشريع مراعاة لهذه المصالح، كما اعتبرتها الهيئات التشريعية في بعض المجتمعات مصدرا رئيسيا للدساتير، ومن ثم فإننا عندما نحاول تغيير بعض هذه العادات نكون أمام أمر جلل لأننا إن أخطأنا في تحديد ما ينبغي تغييره بدقة، سوف نمس بحاجات المجتمع العليا ومصالحه الضرورية؛ التي يمثل إنهيارها بداية لانهيار المجتمع بأثره.
(مقال ٧)
هل العزاء على المقابر هو السنة؟
لا أدري من أين جاؤوا بمقولة إن العزاء على المقابر هو السنة حيث لم أقف على ما يثبت ذلك، بل رأيت من كلام الفقهاء ما يخالفه، فقد نص العلامة الحصكفي الحنفي في شرحه المسمى (الدرالمختار) على كراهة العزاء على المقابر، قال: (وتكره التعزية ثانيا، وعند القبر) وقد وجه العلامة ابن عابدين في حاشيته على الكتاب المذكور كلام الحصكفي وكلام من قال إن العزاء على المقابر بدعة بتوجيه حسن فقال: ( لعل وجهه أن المطلوب هناك القراءة والدعاء للميت بالتثبيت)!!!. وبناء على كلام العلامة ابن عابدين الحنفي يكون ما نفعله الآن من الوقوف لتلقي العزاء بعد الدفن مخالفا للسنة لأن السنة أن نقف في هذا الوقت للدعاء للميت وليس لتلقي العزاء ... والله أعلم.
(مقال ٨)
هل الجلوس لتقلي العزاء (بدعة)؟ وماذا لو ترتبت عليه ضرر؟
إقامة السرادقات (الفرش) وجلب المقرئ ونحو ذلك مما يفعل في بلادنا كوسيلة لإقامة عبادة التعزية المشروعة، لا بأس به، ما دام الناس قد اعتادوا عليه وصار عرفا سائدا فيهم، وكان مرادهم به إقامة العبادة وحفظ المصالح المشروعة، ولم يترتب عليه ضرر بهم في المال أو في شؤون الحياة، وذلك عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (ما رأى المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ ).
ولا يَرُد القول بالجواز أن يقول قائل: إن الجلوس لتلقي العزاء لم يكن مطبقا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم !!!، لأن الشرع لم يحدد طريقة بيعنها للتعزية، بل أمر بالتعزية ثم ترك وسيلة التطبيق ليحددها الناس وفقا لظروفهم، ولأن الجلوس لتلقي العزاء من قبيل الأمور المستحدثة التي وقعت بعد عصر التشريع، وشانها كمثيلاتها من المستحدثات أنها ينظر في حكمها في ضوء قواعد الشريعة، فإن لم تخالف نصا او قاعدة أو مصلحة معتبرة كانت جائزة، ثم إنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عزا إحدى بناته في ابن لها مراسلة، فاقسمت ليأتينها، فأتاها هو وأصحابه في بيتها.
أما إن ترتب على الفرش ضرر مالي بسبب التكلفة الباهظة او بسبب انقطاع أهل المتوفى عن أعمالهم للجلوس؛ فإن الجلوس باعتباره وسيلة للتعزية يكون حينئذ غير مشروع، لا لذاته بل لما خالطه من الضرر، ولا يعني ذلك أن نقوم بإلغاء العزاء ذاته بحجة أنه قد ترتب ضرر على طريقته التي يتم بها، (بل يجب أن نفرق بين حكم العزاء وبين حكم الطريقة التي يتم بها) فالعزاء سنة والطريقة المضرة غير جائزة، وحينئذ يجب على المصلحين وأهل الشأن أن يدعوا إلى وسيلة أخرى للتعزية غير هذه الوسيلة التي تسببت في الضررعملا بقاعدة (الضرر يزال شرعا) ويشترط في الوسيلة الجديدة أن تكون مشروعة في ذاتها، وألا يترتب عليها المساس بأداء عبادة التعزية، فلا يجوز أن تكون الطريقة الجديدة مزيلة للضرر والعبادة معا، فيترك الناس معها أداء عبادة التعزية أو يقل عدد من يقومون بها إلى نسبة (1%) ممن كانوا يقومون بها من قبل.
أما إن تعين الجلوس وسيلة لقيام الناس بالتعزية المشروعة، بحيث إن وجد الجلوس لتلقي العزاء قام الناس بأداء عبادة التعزية المشروعة وتحققت مقاصدها، وإن لم يوجد الجلوس كف الناس عن أدائها، أو قل عددهم جدا وضاعت مقاصدها، وكذلك إن ارتبطت مجالس التعزية بمصالح كبرى في المجتمع لا يمكن الاستغناء عنها وإلا اضطربت أحوال الناس وتمزقت صلاتهم ووشاع بينهم عدم التوقير والتقدير،،،، ففي هاتين الحالتين يجب علينا أن نبقي على مجالس التعزية حتى نحافظ على أداء العبادة ومقاصدها ومصالح الناس، ولا يجوز لنا إلغاء مجالس العزاء، لأن الجلوس (والوضع هكذا) يصبح هو الوسيلة إلى العبادة فيأخذ حكمها، عملا بالقاعدة التي تقول: (الوسائل تأخذ حكم المقاصد).
وبالرغم من ذلك فإنه يجب علينا -إن اضطررنا إلى الإبقاء على مجالس العزاء لتعينها وسيلة للقيام بالعبادة- أن نسعى بقدر المستطاع إلى رفع ضرر الكلفة وضياع الوقت عمن لحق بهم هذا الضرر (فالناس في ذلك مختلفون فبعضهم يلحقه ضرر والبعض لا يلحقه شيء من ذلك ) فنطبق في جانب من لحقه الضرر (مثلا) ما اقترحته من تحديد وقت لتلقي العزاء في جزء من اليوم (من المغرب إلى الساعة 9 مثلا) فندفع بذلك مضرة ضياع الوقت.
ثم نوصي الوفد القادم للتعزية ألا يجلس عند أهل المتوفي حتى لا يضر بهم، وأن يكون عزاؤه لهم بالتسليم والدعاء للميت وأهله بدون جلوس، أي أن يتم العزاء (على الواقف) لأهل الميت الجالسين أمام منزلهم مثلا إن لم يكن لديهم منضرة، وبهذا نعالج مشكلة تكلفة الفرش (الصوان والكراسي) فإنه لن يكون له داع ما دام الوفد القادم لن يجلس، ونستبدل المقرئ بمسجل قرآن.
وبهذا نكون قد دفعنا عن الناس مضرة التكلفة وضياع الوقت. وحافظنا على التعزية وعلى أداء الناس لها بالأعداد نفسها دون تقليل، ولا يخفى ما في ذلك من الحفاظ على المودة، والمواساة، والتواصل، والتراحم، والتوقير، وجبر الخواطر، والتخفيف عن المصاب، ونشر الحب بين الناس،، وهذه مقاصد شرعية لا يجوز التضحية بها... والله أعلم.
(مقال ٩ )
(ما ذا يعني العتاب على ترك العادات؟)
(لي عليك عتب، أو أنا عاتب عليك) ترتبط هذه العبارة في مجتمعاتنا بالمواقف التي يقع فيها التقصير في جانب العادات دون العبادات، فنقولها لمن أقام عرسا ولم يدعنا، أو وقع عندنا مصاب فلم يعزنا، والحقيقة أنني لن أعبأ هنا بسرد المواقف التي تقال فيها هذه العبارة، ولكن سأحاول البحث عما يكمن خلفها من المعاني والدﻻﻻت، ودعني أهمس إليك بشيء من ذلك....
فالعتاب في حقيقته هو نوع من العقاب الأدبي ينزله أفراد المجتمع على من يخالف ثوابت البناء الاجتماعي وآدابه، أو تغرر به رعوناته ليتمرد على قواعد الضبط الاجتماعي التي تكونت عبر السنين، وهذا النوع من العقاب يقابل العقاب القانوني الذي تفرضه القاعدة القانونية على من يتجاسر على مخالفتها باعتبارها المعبرة عن إرادة المشرع أو المجتمع، غير أن العقوبات القانونية مكتوبة وتقوم على تنفيذها السلطة العامة، وعقوبات العادات غير مدونة ويقوم على تنفيذها أفراد المجتمع.
وعندما يقوم أفراد المجتمع بمعاتبة بعضهم البعض على التقصير في القيام بعادة من العادات الاجتماعية، فإن هذا يعد دليلا يقينيا على أن هذه العادة أصبحت متجذرة في المجتمع، وأنها تمكنت من تكوينه الأدبي والفكري والسلوكي، وأنها ارتبطت بقيمه ومبادئه وثقافته، وأنها نجحت في المحافظة على مصالحه وتحقيق أهدافه وغاياته، وأن المجتمع لا يقبل المساس بها، ليس لكونها عادة ولكن لكونها عماد حياته، ووسيلته إلى تحقيق مآربه.
والعتاب يعطينا معيارا للتميز بين العادات القوية في المجتمع التي ينبغي أن نتوخى الحذر عند المساس بها، والعادات الهشة التي لم ترق إلى هذا المستوى، فكل عادة ارتبطت بعتاب عند التقصير، ينبغي علينا أن نتعامل معها على أنها أساس من أساسيات المجتمع أو أدب راسخ من آدابه، ومن ثم ينبغي أن نحذر من الثورة عليها أو أن نتجاسر لإلغائها، لأن ذلك سيقابل بالرفض، وهذا المعيار مهم جدا لمن يتصدر لعمليات الإصلاح الاجتماعي في قريتنا، حتى لا يصطدم بجدران المجتمع فتتحطم على صفحاتها أفكاره ومبادراته، ويبقى الناس حيال فكرته ما بين رافض للفكرة، أو مضطر إليها لكنه ضائق بها.
(مقال ١٠)
مشاهد منقولة من الثمانينيات بشندويل .. بعدها قولوا آمين
تعرضت قريتنا (شندويل البلد) في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي لموجات عاتية من الجماعات الإسلامية والسلفية، فأحدثت شروخا واضرابات شديدة في القرية ما زال تاثيرها موجودا إلى الآن نتيجة لتأثر البعض بأفكارهم، وقد كان لهذه الجماعات أتباع من الشباب الصغير الغرير المندفع، وقد رأيت منهم من يجاهر بالإفطار في اليوم الـ 30 من رمضان أخذا برؤيا السعودية وتركا للرؤية المصرية، ورأيت منهم من كان يعنف المؤذن ذا الشيبة وينتزع من يده الميكروفون بغلظة، لا لشيء سوى لأن المؤذن يصلي على النبي خلف الآذان، ورأيت منهم من كان يحارب الآذان الأول يوم الجمعة ويصفه بأنه بدعة، ويحارب الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان وكأن ذلك جريمة ... إلى غير ذلك مما أسأل الله أن يعافي منه شبابنا اليوم .. قولوا آمين
(ملحوظة: كثير من هؤلاء الشباب الآن عادوا إلى الوسطية وهم نماذج مشرفة في قريتنا)
(مقال ٧)
هل العزاء على المقابر هو السنة؟
لا أدري من أين جاؤوا بمقولة إن العزاء على المقابر هو السنة حيث لم أقف على ما يثبت ذلك، بل رأيت من كلام الفقهاء ما يخالفه، فقد نص العلامة الحصكفي الحنفي في شرحه المسمى (الدرالمختار) على كراهة العزاء على المقابر، قال: (وتكره التعزية ثانيا، وعند القبر) وقد وجه العلامة ابن عابدين في حاشيته على الكتاب المذكور كلام الحصكفي وكلام من قال إن العزاء على المقابر بدعة بتوجيه حسن فقال: ( لعل وجهه أن المطلوب هناك القراءة والدعاء للميت بالتثبيت)!!!. وبناء على كلام العلامة ابن عابدين الحنفي يكون ما نفعله الآن من الوقوف لتلقي العزاء بعد الدفن مخالفا للسنة لأن السنة أن نقف في هذا الوقت للدعاء للميت وليس لتلقي العزاء ... والله أعلم.
(مقال ٨)
هل الجلوس لتقلي العزاء (بدعة)؟ وماذا لو ترتبت عليه ضرر؟
إقامة السرادقات (الفرش) وجلب المقرئ ونحو ذلك مما يفعل في بلادنا كوسيلة لإقامة عبادة التعزية المشروعة، لا بأس به، ما دام الناس قد اعتادوا عليه وصار عرفا سائدا فيهم، وكان مرادهم به إقامة العبادة وحفظ المصالح المشروعة، ولم يترتب عليه ضرر بهم في المال أو في شؤون الحياة، وذلك عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (ما رأى المسلمون حسنا، فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ ).
ولا يَرُد القول بالجواز أن يقول قائل: إن الجلوس لتلقي العزاء لم يكن مطبقا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم !!!، لأن الشرع لم يحدد طريقة بيعنها للتعزية، بل أمر بالتعزية ثم ترك وسيلة التطبيق ليحددها الناس وفقا لظروفهم، ولأن الجلوس لتلقي العزاء من قبيل الأمور المستحدثة التي وقعت بعد عصر التشريع، وشانها كمثيلاتها من المستحدثات أنها ينظر في حكمها في ضوء قواعد الشريعة، فإن لم تخالف نصا او قاعدة أو مصلحة معتبرة كانت جائزة، ثم إنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عزا إحدى بناته في ابن لها مراسلة، فاقسمت ليأتينها، فأتاها هو وأصحابه في بيتها.
أما إن ترتب على الفرش ضرر مالي بسبب التكلفة الباهظة او بسبب انقطاع أهل المتوفى عن أعمالهم للجلوس؛ فإن الجلوس باعتباره وسيلة للتعزية يكون حينئذ غير مشروع، لا لذاته بل لما خالطه من الضرر، ولا يعني ذلك أن نقوم بإلغاء العزاء ذاته بحجة أنه قد ترتب ضرر على طريقته التي يتم بها، (بل يجب أن نفرق بين حكم العزاء وبين حكم الطريقة التي يتم بها) فالعزاء سنة والطريقة المضرة غير جائزة، وحينئذ يجب على المصلحين وأهل الشأن أن يدعوا إلى وسيلة أخرى للتعزية غير هذه الوسيلة التي تسببت في الضررعملا بقاعدة (الضرر يزال شرعا) ويشترط في الوسيلة الجديدة أن تكون مشروعة في ذاتها، وألا يترتب عليها المساس بأداء عبادة التعزية، فلا يجوز أن تكون الطريقة الجديدة مزيلة للضرر والعبادة معا، فيترك الناس معها أداء عبادة التعزية أو يقل عدد من يقومون بها إلى نسبة (1%) ممن كانوا يقومون بها من قبل.
أما إن تعين الجلوس وسيلة لقيام الناس بالتعزية المشروعة، بحيث إن وجد الجلوس لتلقي العزاء قام الناس بأداء عبادة التعزية المشروعة وتحققت مقاصدها، وإن لم يوجد الجلوس كف الناس عن أدائها، أو قل عددهم جدا وضاعت مقاصدها، وكذلك إن ارتبطت مجالس التعزية بمصالح كبرى في المجتمع لا يمكن الاستغناء عنها وإلا اضطربت أحوال الناس وتمزقت صلاتهم ووشاع بينهم عدم التوقير والتقدير،،،، ففي هاتين الحالتين يجب علينا أن نبقي على مجالس التعزية حتى نحافظ على أداء العبادة ومقاصدها ومصالح الناس، ولا يجوز لنا إلغاء مجالس العزاء، لأن الجلوس (والوضع هكذا) يصبح هو الوسيلة إلى العبادة فيأخذ حكمها، عملا بالقاعدة التي تقول: (الوسائل تأخذ حكم المقاصد).
وبالرغم من ذلك فإنه يجب علينا -إن اضطررنا إلى الإبقاء على مجالس العزاء لتعينها وسيلة للقيام بالعبادة- أن نسعى بقدر المستطاع إلى رفع ضرر الكلفة وضياع الوقت عمن لحق بهم هذا الضرر (فالناس في ذلك مختلفون فبعضهم يلحقه ضرر والبعض لا يلحقه شيء من ذلك ) فنطبق في جانب من لحقه الضرر (مثلا) ما اقترحته من تحديد وقت لتلقي العزاء في جزء من اليوم (من المغرب إلى الساعة 9 مثلا) فندفع بذلك مضرة ضياع الوقت.
ثم نوصي الوفد القادم للتعزية ألا يجلس عند أهل المتوفي حتى لا يضر بهم، وأن يكون عزاؤه لهم بالتسليم والدعاء للميت وأهله بدون جلوس، أي أن يتم العزاء (على الواقف) لأهل الميت الجالسين أمام منزلهم مثلا إن لم يكن لديهم منضرة، وبهذا نعالج مشكلة تكلفة الفرش (الصوان والكراسي) فإنه لن يكون له داع ما دام الوفد القادم لن يجلس، ونستبدل المقرئ بمسجل قرآن.
وبهذا نكون قد دفعنا عن الناس مضرة التكلفة وضياع الوقت. وحافظنا على التعزية وعلى أداء الناس لها بالأعداد نفسها دون تقليل، ولا يخفى ما في ذلك من الحفاظ على المودة، والمواساة، والتواصل، والتراحم، والتوقير، وجبر الخواطر، والتخفيف عن المصاب، ونشر الحب بين الناس،، وهذه مقاصد شرعية لا يجوز التضحية بها... والله أعلم.
(مقال ٩ )
(ما ذا يعني العتاب على ترك العادات؟)
(لي عليك عتب، أو أنا عاتب عليك) ترتبط هذه العبارة في مجتمعاتنا بالمواقف التي يقع فيها التقصير في جانب العادات دون العبادات، فنقولها لمن أقام عرسا ولم يدعنا، أو وقع عندنا مصاب فلم يعزنا، والحقيقة أنني لن أعبأ هنا بسرد المواقف التي تقال فيها هذه العبارة، ولكن سأحاول البحث عما يكمن خلفها من المعاني والدﻻﻻت، ودعني أهمس إليك بشيء من ذلك....
فالعتاب في حقيقته هو نوع من العقاب الأدبي ينزله أفراد المجتمع على من يخالف ثوابت البناء الاجتماعي وآدابه، أو تغرر به رعوناته ليتمرد على قواعد الضبط الاجتماعي التي تكونت عبر السنين، وهذا النوع من العقاب يقابل العقاب القانوني الذي تفرضه القاعدة القانونية على من يتجاسر على مخالفتها باعتبارها المعبرة عن إرادة المشرع أو المجتمع، غير أن العقوبات القانونية مكتوبة وتقوم على تنفيذها السلطة العامة، وعقوبات العادات غير مدونة ويقوم على تنفيذها أفراد المجتمع.
وعندما يقوم أفراد المجتمع بمعاتبة بعضهم البعض على التقصير في القيام بعادة من العادات الاجتماعية، فإن هذا يعد دليلا يقينيا على أن هذه العادة أصبحت متجذرة في المجتمع، وأنها تمكنت من تكوينه الأدبي والفكري والسلوكي، وأنها ارتبطت بقيمه ومبادئه وثقافته، وأنها نجحت في المحافظة على مصالحه وتحقيق أهدافه وغاياته، وأن المجتمع لا يقبل المساس بها، ليس لكونها عادة ولكن لكونها عماد حياته، ووسيلته إلى تحقيق مآربه.
والعتاب يعطينا معيارا للتميز بين العادات القوية في المجتمع التي ينبغي أن نتوخى الحذر عند المساس بها، والعادات الهشة التي لم ترق إلى هذا المستوى، فكل عادة ارتبطت بعتاب عند التقصير، ينبغي علينا أن نتعامل معها على أنها أساس من أساسيات المجتمع أو أدب راسخ من آدابه، ومن ثم ينبغي أن نحذر من الثورة عليها أو أن نتجاسر لإلغائها، لأن ذلك سيقابل بالرفض، وهذا المعيار مهم جدا لمن يتصدر لعمليات الإصلاح الاجتماعي في قريتنا، حتى لا يصطدم بجدران المجتمع فتتحطم على صفحاتها أفكاره ومبادراته، ويبقى الناس حيال فكرته ما بين رافض للفكرة، أو مضطر إليها لكنه ضائق بها.
(مقال ١٠)
مشاهد منقولة من الثمانينيات بشندويل .. بعدها قولوا آمين
تعرضت قريتنا (شندويل البلد) في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي لموجات عاتية من الجماعات الإسلامية والسلفية، فأحدثت شروخا واضرابات شديدة في القرية ما زال تاثيرها موجودا إلى الآن نتيجة لتأثر البعض بأفكارهم، وقد كان لهذه الجماعات أتباع من الشباب الصغير الغرير المندفع، وقد رأيت منهم من يجاهر بالإفطار في اليوم الـ 30 من رمضان أخذا برؤيا السعودية وتركا للرؤية المصرية، ورأيت منهم من كان يعنف المؤذن ذا الشيبة وينتزع من يده الميكروفون بغلظة، لا لشيء سوى لأن المؤذن يصلي على النبي خلف الآذان، ورأيت منهم من كان يحارب الآذان الأول يوم الجمعة ويصفه بأنه بدعة، ويحارب الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان وكأن ذلك جريمة ... إلى غير ذلك مما أسأل الله أن يعافي منه شبابنا اليوم .. قولوا آمين
(ملحوظة: كثير من هؤلاء الشباب الآن عادوا إلى الوسطية وهم نماذج مشرفة في قريتنا)
(والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
الثلاثاء، 4 ديسمبر 2018
الشيخ إبراهيم بك الجندي الشندويلي
الشندويلي المسيحي الذي درس في الجامع الأزهر سنة (1882م).
هو (جندي إبراهيم شحاته) المولود سنة (1864م) في شندويل البلد، لوالد يعد من أعيان المسيحيين فيها، توفي والده وهو في سن السابعة، فكفله عمه (جريس أفندي شحاته) الذي كان يعمل رئيسا للكتبة في ديوان(حسن بك محمد عبد المنعم) جد الباشا محمود محمد الشندويلي، وقد تلقي (جندي) في شندويل بدايات التعليم، ثم أرسله عمه إلى أخيه الأكبر في القاهرة، فألحقه أخوه بمدرسة الأقباط الكبرى، فأحرز بها قدم السبق، غيرأنه دبَّ بينه وبين مديرها خلافا فتركها، ورتب اﻷمر مع معلمه المسلم (الشيخ القناوي) ليلحقه بالأزهر الشريف، فألحقه به ولكن باسم (الشيخ إبراهيم الجندي) فدرس في الأزهر النحو والصرف وأدب اللغة... وقد كان لصاحبنا هذا فيما بعد شأن عظيم فقد عمل بالصحافة، وأنشأ جريدة الوطن، وحصل على البكوية....
المرجع [الأقباط في القرن العشرين: تأليف: رمزي تادرس، ط1911م، 3/51]
بقلم الباحث/ مختار محمد ابوشافعين الشندويلي الأنصاري
قصيدة : شندويل في عيون ابنائها
أهداء الشاعر/ مختار محمد على ابوشافعين الشندويلي الأنصاري
(((شندويل في عيون ابنائها)))
عرفت لشندويل من الجمال....... ومن حسن المكارم والخلال
علومـا إن تـرم وصـفا تأبت........ على فيض القريحة والخيال
جيوب دروبها بالأمن غضت ......بفضل شيوخها القمم العوالي
أتوها فاتحين لها ففرت............ فلول الروم في ظلــم الليالي
وأرسو في عقول الناس علما.......... فأضحوا بين مدكر وتالي
فغرس العلم في شندا قديم ........سقاه السابقون نفيس مال
وفيها لحمة فالأهل جمعا.......... بأنساب بنو عــم وخـــــــــال
وفيها نضرة وجمال سمت........ بحوض زروعها رحب المجال
تطيب بها الحياة لذا تسمى.......بـــ"بأرض الكرم وارفة الظلال
وذا تفسير قولك "شندويل".......... كذا الجندي قال بلا تغالي
وقلها شندويل بحرف "لام"... . وإن شئت القديم اختم بـــ "دال"
الموثق من تراجم علماء القراءات في شندويل
[تراجم منقولة من مصادرها]
العلامة الشيخ: محمد سليمان الشندويلي[مرفق صورته]
*****************************
ترجم له الشيخ (عمير الجنباز) بترجمة موجزة، عنوانها (منحة الجليل بترجمة العلامة المقرئ المحقق الشيخ محمد سليمان الشندويلي).
وفيما يلي قبس من هذه الترجمة:
هو العلامة المقرئ المحقق المسند الشيخ/ محمد سليمان أحمد سليمان أحمد الأزهري المالكي،شيخ مقارئ مسجد الإمام الحسين لنصف قرن، وهو من عائلة (آل الشيخ) بشندويل، ولد بها سنة (1895م)، ونال شهادة القراءات من الأزهر سنة (1931م) في عهد الشيخ الأحمدي الظواهري شيخ الأزهر، وتتلمذ عليه جماعة من العلماء والقراء، منهم: الدكتور الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف، والقارئ كمال البهتيمي، والقارئ إبراهيم الشعشاعي. توفي سنة (1983م).
ومن مؤلفاته:
1.ألفية في النحو والصرف.
2.شرح على متن الشاطبية في القراءات السبع.
3. تحريرات في القراءات وطرقها.
وقد كان الشيخ سليمان صاحب دعابة، جميل الخط، مغرما بكتابة المخطوطات في علوم القرآن والقراءات، حتى إن الدكتور ياسر المرزوقي يقول: (لدي أكثر من مخطوطة بخط الشيخ الشندويلي).
[انظر: الدرة الجلية في رسم وضبط المصاحف العثمانية، ص 13]
الشيخ الدكتور: السيد الفرغل الحناوي الشندويلي
***********************************
ترجم له إلياس أحمد البرماوي في كتابه [إمتاع الفضلاء بتراجم القراء؛ فيما بعد القرن الثامن الهجري) طبعة دار الندوة العالمية، 1 / 107]
وهو الشيخ/ السيد فرغل أحمد أحمد الحناوي، ولد في شندويل سنة (1958م) وتعلم القراءة البدائية على يد جده لأمه الشيخ محمَّد عبد الرحيم عزب، وعليه قرأ الربع الأول من القرآن برواية حفص عن عاصم من الشاطبية، وقد تخرج الشيخ بكلية علوم القرآن الأزهرية وحصل منها على الدكتوراه سنة (2012م)، وكان قد ارتحل قبل ذلك إلى المدينة المنورة سنة (1987م) واستقر مقامه بها، حيث يعمل الآن مراقب نص بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وله في ترجمته(12 شيخا) أخذ عنهم القراءات والفرائض ومصطلح الحديث، وله في المدينة تلاميذ تخرجوا به وقرؤوا عليه القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم من الشاطبية، وقد شرفت بالاتصال به منذ فترة فوجدته صعيديا أزهريا لم تنل منه الغربة، وسألته الدعاء فدعا لي.
ومن مؤلفاته:
1.الروض النضير في أوجه الكتاب المنير، للشيخ محمد المتولي، دراسة نقدية.
2.خصائص مدارس الرسم العثماني بين أهل المغرب والمشرق.
3.حقوق الزوجين في الإسلام.
4.الألفاظ المختلف فيها بين الحذف والإثبات في المصاحف المطبوعة.
[انظر: ندوة طباعة القرآن الكريم ونشره بين الواقع والمأمول، ص 51]
(ملحوظة) يوجد في شندويل قامات من علماء القراءات ممن لم يترجم لهم في موسوعات التراجم المطبوعة، واسأل الله أن يوفقنا للقيام بحقهم.. آمين.
بقلم الباحث/ مختار محمد أبوشافعين الشندويلي الأنصاري
رصد لتطور اسم (شندويل) في المصادر التاريخية ، مع معلومات موثقة
(شنتالوت)
سميت شندويل بهذا الاسم في عصر ما قبل ميلاد السيد المسيح، في زمن الأسر الفرعونية، فهو من الأسماء القببطية القديمة، ومعناه حسبما أفاد المتخصصون في دراسة اللغة القديمة: خشب الكروم، أو غابة الكروم، ومجموع ما ذكر أنها أرض ذات أشجار كثيفة من نبات الكروم، والكروم جمع كرم وهو(العنب).
وقد فسر الجغرافي الفرنسي (أميلينو) اسمها بتفسير قريب من ذلك، حيث قال إنها تعني: (عود من الكرمة) ثم أشار إلى أن وضع (التاء) في نهاية أسماء الأماكن نادر في اللغة القبطية القديمة، وأن من الباحثين من يرى أنه وضع خطأ في الكتابة، مما يؤيد التفسير السابق.
ومما يشير إلى صحة هذا التفسير في مقابل ما يحكى عن شندويل من أنها سميت باسم فتاة أو ملكة يقال لها (شندا بنت ويل) أن هذه المنطقة كانت مشهورة بزراعة الكروم، حتى إنه ورد في القصص المدونة في القرن الرابع الميلادي عن مواقف الأنبا شنوده [سيأتي ذكره في الفقرة التالية] أنه انتصر لجماعة من (الكرَّامين) أي المشتغلين بزراعة الكروم، وانتزع لهم حقهم من صاحب المزرعة الذي أبى أن يمنحهم حقوقهم بزعم أن الكروم لم يثمر ثمرا جيدا.
انظر: [اللهجات العامية وجذورها المصرية: سامح مقار ناروز] وانظر: [القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945م : محمد رمزي بك] وانظر: [غرر القصص: علي الجندي] و انظر [جغرافيا مصر في العصر القبطي: أميلينو الفرنسي، تعريب: أرشيد ياكون، ود. ميخائيل مكس]
(شنّلاَلُةْ) (Schenalolet) [نونها مشددة، ولامها الأخيرة مضمومة].
ورد ذكر شندويل مدونا بهذه الصيغة في التواريخ الخاصة بعصر ما بعد ميلاد السيد المسيح، وبالتحديد في المصادر التي أرخت للأنبا شنودة رئيس المتوحدين، المولود في شندويل سنة (333م) وهو شخصية دينية مسيحية ذات مكانة كبيرة، ولا يزال المسيحيون يحتفلون بميلاده إلى الآن في دير الأنبا شنودة بسوهاج.
وقد حدد المؤرخون المسيحيون مكان شندويل محل ميلاد الأنبا شنودة في كثير من المصادر، ذاكرين أنها تقع شمال غرب (نابوليس) أي أخميم، على بعد ميل أو ميلين، وهذا يدفع القول بأن المراد بها قرية الصلعا الواقعة الآن قبلي سوهاج، والمراجع المسيحية تكتب اسم شندويل بهذه الصياغة أو بما يقاربها مثل (شنّلالا).
ولا يبعد أن يكون هذا الاسم هو ذاته الذي قبله بمنطوقة، وأن الاختلاف إنما هو في طريقة تدوين المؤرخين المسيحيين لللفظ المنطوق في تواريخهم.
[انظر: كتاب تاريخ الأمة القبطية وكنيستها، للسيدة أ. ل بتشر، تعريب: اسكندر تادرس، المجلد الثاني. و انظر [تاريخ الكنيسة القبطية: القس منسي يوحنا، ص 246]. وانظر [جغرافيا مصر في العصر القبطي: أميلينو الفرنسي، تعريب: أرشيد ياكون، ود. ميخائيل مكس]
(شندا)
ورد ذكر شندويل بهذا الاسم في كتاب [فتوح الشام، 2/343] لمحمد بن عمر الواقدي، عند حديثه عن فتح (إهناسيا) وبلاد الصعيد إلى (إسنا)، ومما ذكره الواقدي في هذا الموضع أنها فتحت صلحا مع أهلها من النصارى، بعدما انهزامت حاميتها بمقتل بطريق الكنيسة، ومما ذكره الواقدي أيضا أنه نزل بها جماعة من الصحابة والتابعين منهم عمرو بن الزبير.
ولعل هذا الاسم اختصار لاسمها كما سيأتي.
(شندويد الحرجة):
ورد ذكر شندويل بهذا الاسم في مرحلة ما بعد الفتح الإسلامي: ويبدو أن (شندويد) هو المنطوق العربي لاسمها بعدما شق على العرب الفاتحين النطق بالاسم القديم، وقد وردت شندويل بهذا الاسم في مصادر عربية متعددة، أقدم ما وقفت عليه منها [كتاب قوانين الدواوين، لابن مماتي (ت: 606هـ)، ص 128] لكن يبقى أن نشير إلى أن (أميلينو) ذكر أن البعض يرى أن هناك خطأ في كتابة (شنتالوت) في العهدين السابقين على الإسلام وأنها كانت تنطق في هذين العهدين أيضا بلفظ (شندويد).
أما الحرجة: فهي الأرض كثيفة الأشجار، ومن ثمّ فهي لا تعدو أن تكون ترجمة عربية لما سبق بيانه من أنها كانت ذات زراعات كثيفة بنبات الكروم، ولعلها وصفت بالحرجة في الكتابات التاريخية تمييزا لها عن جزائر شندويد (جزيرة شندويل التي تقع الآن إلى جهة قبلي شندويل بحوالي 3 كيلو).
(شندويل)
استخدم هذا الاسم للتعريف بهذه القرية ابتداء من سنة (922هـ) كما هو ظاهر في كتاب وقف السلطان الغوري المدون في هذا التاريخ.
[انظر: القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945م : محمد رمزي بك] وانظر: [ الخطط التوفيقية: علي باشا مبارك 12/137]
(شندويل البلد)
***********
وهو الاسم المعتمد حاليا تمييزا لها عن جزيرة شندويل، وهو علم على تلك القرية الكبيرة التي تقع غرب النيل بحولي 2كم، وتتبع إدرايا مركز المراغة، وتقع جنوبه بحوالي 5 كم، وهي شمال مدينة سوهاج بحوالي 10 كم.
بقلم الباحث/كتب/ مختار محمد على أبوشافعين الشندويلي الأنصاري
الكاتب والباحث في العلوم الاسلامية / مختار محمد على الشندويلي الأنصاري
هو مختار بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن صالحين بن حسن بن شافعين من ذرية عبادة بن أبوبكر عبادة (شاعر الآندلس الملقب ابن ماء السماء)محمد بن عبدالله بن عبادة بن أفلح الأنصاري بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الخزرجي الأنصاري.
من أبناء عائلة الشفاعنة الأنصار بقرية شندويل البلد التابعة لمركز المراغة محافظة سوهاج مواليد، سنة (1979م).
ألحقه والده بالأزهر الشريف منذ المرحلة الأولى للتعليم رغبة في أن يكون حلقة في سلسلة العلم في العائلة، وامتداد لجدة العالم الحافظ الشيخ الجليل عبدالرحمن علي صالحين, فأتم دراسته الابتدائية والإعدادية بمعهد شندويل البلد الأزهري، ثم التحق في المرحلة الثانوية بمعهد الإمام المراغي الأزهري، وتخرج به بترتيب الأول على المعهد. وفي معهد الإمام المراغي بدأ كتبة الشعر، وكانت له قصيدة يلقيها في كل يوم ثلاثاء تقريبا على طلاب المعهد في حضور شيخه والسادة الأساتذة أصحاب الفضيلة ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بأسيوط، وتخرج بها بتقدير (ممتاز مع مرتبة الشرف).
ثم عمل بالوظائف التالية على الترتيب:
1. باحث دراسات عليا بكلية الدراسات الإسلامية بسوهاج.
2. باحث بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية جامعة الملك سعود بالرياض.
3. مستشار الأمين العام لمؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز (مفتي عام المملكة السابق).
🔸المؤلفات:
- فيض الكريم وتمام إنعامه في كيفية اقتداء من اختلفت فريضته عن فريضة إمامه.
- أدلة السياسة الشرعية في القرآن الكريم.
- السياسة الشرعية في تصرفات عثمان بن عفان (باب الصلاة نموذجا).
- الأحكام الفقهية لحالات اضطراب الحيض الناجمة عن استخدام موانع الحمل الطبية، (دراسة فقهية مقارنة).
- التعريف، بكيفية تعيين أيام الحيض لمن استمر بها النزيف (دراسة فقهية مقارنة).
- ما جرى عليه العمل في محاكم التمييز السعودية بما يخالف المذهب الحنلبي
(دراسة فقهية مقارنة لبعض مسائل النكاح) .
- اختيارات القاضي أبي يعلى الحنبلي (دراسة فقهية مقارنة لبعض مسائل الزكاة).
- الفقه الطبي.
- المرأة ودورها التنموي.
- حجية السياسة الشرعية في القرآن الكريم.
- دراسة فقهية مقارنة لبعض مسائل النكاح.
- دراسة فقهية مقارنة لبعض مسائل الزكاة
(مشاركة بالجزء الأول من الكتاب).
🔸بحوث في مجالات ثقافية أخرى:
- ديوان شعر بالفصحى (معالم الذكريات).
- حقوق الإنسان في الإسلام.
- الأسرة في الإسلام.
الأحد، 2 ديسمبر 2018
فضيلة الشيخ محمد صالحين الشندويلي الازهري الأنصاري
هو الشيخ محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن صالحين بن حسن بن شافعين الأنصاري من ذرية عبادة بن أبوبكر بن عبادة بن محمد بن عبدالله بن عبادة بن أفلح الأنصاري بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الخزرجي الأنصاري.
نشأ بقرية شندويل البلد إحدى قرى محافظة سوهاج تلك القرية التي تشتهر ببلد العلم والعلماء والتي خُلد اسمها فى كتاب وصف مصر الذى ألفه علماء الحمله الفرنسيه فقد ذكروا فيه حدود شندويل ومن يسكنها وذكروا ان هناك مجموعه من العلماء يعيشون فى شندويل وقد امتدحها الشاعر حنفى الوشاحى فى قصيده عصماء ذكر علمائها واوليائها.
وقد تخلد ذكرها بكتب السنة النبوية حين جاء ذكرها بكتاب هام لم يؤلف مثله منذ ربعمائه عام وهو كتاب ( الأربعين البلدانيه) لفضيلة الشيخ الدكتور أسامة الازهري فقد أورد فيه أربعين حديث نبويا عن اربعين شيخا في أربعين بلد مختلفه كانت البلدة الأولى مكة المكرمة ثم المدينة المنورة ثم جده ثم القاهرة ثم الأسكندرية ثم شندويل بذكر تراجم علمائها الأجلاء .
ورث الشيخ محمد الأزهري الأنصاري العلم عن جدة الحافظ العالم الشيخ عبد الرحمن علي صالحين رحمة الله عليه يروي أحفاده وأهل بلده بأنه فقد البصر من كثرة القرأة والاطلاع وأن الناس كانوا يجتمعون في رحابة من شتى البلاد للاستماع إلى دروسه وحل مشكلاتهم و الحكم في النزاعات عليه رحمة الله.
فترعرع على سيرت جده العطره وعلى مكتبته الرحبه وكحال جده بدأ يخبو نور بصره باكراً بينما يضاء في قلبه نور البصيرة والأيمان بقضاء الله خيره وشره حلوه ومره فالحقه والدة بالتعليم الازهري فأظهر نبوغا باكراً وحفظ القران الكريم صغيراً في سن لم يتجاوز العاشرة من عمره ثم تخرج من العشرة الاوائل على مستوى الجمهورية بالثانوي الازهري ثم تخرج من العشرة الاوائل على مستوى الجمهورية بكلية أصول الدين بجامعة الازهر باسيوط عام 2011م.
وما أن تخرج من الجامعة الا وبدأ فصل جديد من حياته يعتمد فيه على ركيزتين الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة و ثانيا الاستزادة من العلم و التعلم فعمل خطيبا بمسجد الرحمن بشندويل البلد و تعاون مع زملائه من مشايخ شندويل الأفاضل على نشر الفكر الأزهري المعتدل ومقاومة الفكر المتطرف.
ثم أنشاء حلقة الشيخ محمد صالحين الأزهري لتحفيظ القرآن الكريم بمسجد الرحمن تهافت عليها الأهالي لإلحاق أبنائهم بها لما عرف عنها بالتميز وتفوق طلابها على كافة المستويات سواء حفظ آلقرأن الكريم أو التفوق الدراسي و المستوى الأخلاقي فحصد طلابها الكثير من الجوائز على مستوى قرية شندويل البلد ومركز المراغة وجمهورية مصر العربية.
ثم أنشاء حلقة الشيخ محمد صالحين الأزهري لتحفيظ القرآن الكريم بمسجد الرحمن تهافت عليها الأهالي لإلحاق أبنائهم بها لما عرف عنها بالتميز وتفوق طلابها على كافة المستويات سواء حفظ آلقرأن الكريم أو التفوق الدراسي و المستوى الأخلاقي فحصد طلابها الكثير من الجوائز على مستوى قرية شندويل البلد ومركز المراغة وجمهورية مصر العربية.
يقول الشيخ محمد: (من الصور المشرقة طالب عندى فى المكتب فى رابعة ابتدائى حفظ سورة المؤمنون فى ثلاث أيام وطالب أخر حفظ سورة مريم فى ثلاث أيام وطالب حفظ سورة لقمان فى يومين).
ولم يكتفي الشيخ محمد الانصاري بالدعوة على المنابر و في المساجد فقط بل جعل حياته كلها دعوة إلى الله من خلال شبكة التواصل الأجتماعي و من خلال شبكة ورتل الأسلامية على الإنترنت وعلى اليوتيوب.
وقد قامت الهيئة العالمية لحفاظ القرآن الكريم بدعوته لحضور الملتقى التربوى الرابع بالعين السخنة تحت عنوان الجودة والاتقان فى تطوير المؤسسات القرآنية بمشاركة المؤسسات القرآنية من أكثر من عشرين دولة.
حصل الشيخ محمد بارك الله فيه على اجازة خاصة بكتاب" الشمائل المحمديه" للامام الترمذي من الشيخ المحدث الدكتور مصطفى ابو زيد الازهرى وعلى اجازة عامة لمرويات الدكتور مصطفى وبحديث الاولية ايضا والشمائل تتحدث عن صفات شكل النبي صلى الله عليه وسلم واحواله واخلاقه عليه افضل الصلاه و ازكى السلام في ١٤ من ربيع الاول ١٤٤٠هجري.
ثم تم تكريمه من رئيس جامعه سوهاج ا.د/احمد عزيز عبد المنعم والاستاذة/زاهية الطيب من خلال مبادرة خليك ايجابى احنا ولادك يامصر.
وأخيرا في يوم الخميس 29-11-2018م، بجامعة المنيا بقاعة مركز المؤتمرات الكبري بجوار مسجد الجامعة ناقش الشيخ محمد صالحين الشندويلي الازهري الأنصاري رسالة الماجستير في الحديث وعلومه أمام لجنه عظيمة القدر والقامة مكونة من السادة العلماء:
1- فضيلةَ الأستاذِ الدكتور/ إسماعيل فهمي عبداللاه محمد، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، جامعة سوهاج.
2- فضيلةَ الأستاذِ الدكتور/ عزت شحاتة كرار أستاذ ورئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم جامعة المنيا.
3- فضيلةَ الأستاذِ الدكتور/ آمال محمد عبد الغني أستاذ الدراسات الاسلامية كلية الآداب جامعة المنيا.
والتي أقرت بتميز الرسالة وأهميتها فمنحته درجة الماجستير بأمتياذ.
ومازل العطاء مستمرا بارك الله في الشيخ محمد صالحين الشندويلي الازهري الأنصاري وأكثر من أمثاله وجعل عملة الصالح في ميزان حسناته.