شندويل، تلك القرية العريقة التي تنبض بتاريخ طويل وأصالة لا تُضاهى، تحمل في طياتها إرثًا حضاريًا يمتد إلى أعماق مصر القديمة. اسمها ذو جذور فرعونية، ويقال إنه يعود إلى أميرة نبيلة من سلالة الملوك. لكن شندويل ليست مجرد قرية عادية؛ بل كانت في يوم من الأيام رمزًا للثراء والقيادة، وموطنًا للبشوات والبكوات، حيث نشأت بين أزقتها علماء وأدباء، وحفظة للقرآن الكريم، وقادة عسكريون تركوا بصماتهم في سجلات التاريخ.
شندويل ومجد البرلمان
عبر عقود طويلة، كانت شندويل بمثابة العاصمة المصغرة التي تحكم زمام الأمور في محيطها من القرى. استقر في قلبها عرش البرلمان، وكان منها قد خرج رجال عظام تركوا بصماتهم في الحياة السياسية. من هؤلاء:
▪️النائب/ حسن بيك الشندويلي، عضو مجلس الأمة ومجلس الشيوخ في عهد الملك فاروق.
▪️النائب/ محمود باشا محمد الوكيل حسن بيك الشندويلي، الذي تولى قيادة مجلس الأمة.
▪️النائب/ علي بيك عبد الرحيم محمد الوكيل حسن الشندويلي، الذي مثل القرية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
▪️النائب/ رأفت بك السيد محمد عبد الرحيم بك حسن الشندويلي، الذي شغل عضوية مجلس الشورى لمدة عشرين عامًا من 1986م الى عام 2006م.
▪️النائب محمود كمال الشندويلي، الذي مثل القرية في مجلس الشعب من عام 2000م وحتى 2005م.
كان أبناء شندويل يفاخرون بقولهم الشهير: "ش شعب، ش شورة، ش شندويل"، إشارة إلى مكانتها العريقة في تمثيل الشعب والشورى. ولكن مع مرور الوقت، تغير الحال، وها هي شندويل الآن تعيش ما يقارب عقدين من الزمن دون أن تحتضن عرش البرلمان.
أسباب التراجع وضياع العرش
كيف ضاع هذا العرش؟ ما الذي حدث لشندويل؟ الجواب بسيط وواضح: الانقسام الداخلي والتنافس العائلي. فقد تفتت الكتلة التصويتية الكبيرة للقرية بين مرشحين عدة من أبنائها، مما أدى إلى تشتت الأصوات وضياع الفرص. على الرغم من أن شندويل تعد من أكبر القرى في محافظة سوهاج، وبها مجلس قروي هو الأكبر في مركز المراغة، إلا أنها فشلت في توحيد صفوفها، وكانت النتيجة خسارة مقعد البرلمان.
دعوة للتوحد وإعادة المجد
الحل ليس بعيدًا، لكنه يتطلب إرادة جماعية حقيقية. يمكننا استعادة مكانتنا إذا توحدنا خلف مرشح واحد يمثلنا جميعًا. يجب تشكيل لجنة من شيوخ القرية وحكمائها لاختيار هذا المرشح، ودعمه بكل قوة. أبناء شندويل لديهم شبكة واسعة من العلاقات والنفوذ في مركز المراغة، وبتوحدهم سيصبح مرشحهم قوة لا يُستهان بها في السباق الانتخابي، ما يجعلهم قادرين على مواجهة أي خصم، مهما بلغ من نفوذ أو مال.
وعلى من يرغب في الترشح أن يتحلى بالموضوعية والإيثار، وأن يضع المصلحة العامة فوق مصلحته الشخصية ويقدم على نفسه من هو حظه أوفر.
يجب اختيار مرشح يعمل بجدية على تحسين أوضاع القرية، ويولي اهتمامًا خاصًا بتوفير الخدمات الأساسية التي تهم المواطنين، مثل حل مشكلة الصرف الصحي التي تصب في الترعة غرب شندويل، مما يهدد بانتقال أمراض خطيرة عبر البعوض والناموس. كما يجب الإسراع في رصف الطرق، واستكمال مشروعات البنية التحتية، وتوفير سجل مدني و مكتب جوازات في القرية.
وجود نائب برلماني شندويلي هو ضمان لحماية حقوق أبناء شندويل، وهو بمثابة حصانة لهم في مواجهة التحديات المختلفة. فشندويل هي عائلة واحدة، روابط المصاهرة تجمعنا جميعًا. فالنائب في النهاية، إن لم يكن ابن عمك، فهو ابن خالك أو صديقك أو بلدياتك، فكلنا أبناء هذا البلد العريق.
لنضع خلافاتنا جانبًا، ولنبتعد عن التنافس العائلي. شندويل بحاجة إلى وحدة صف. بتوحدنا، يمكننا استعادة مكانتها التي تستحقها، والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لأهلها.
فلنعد العرش إلى أصحابه، ولتعود شندويل إلى مكانتها التي تستحقها.
الانتخابات القادمة في 2025، أي أقل من 11 شهرًا، هي الفرصة الحقيقية لاستعادة تاريخنا العظيم. لنكن على قدر المسؤولية، ونبني معًا مستقبلًا أفضل لبلدنا العظيم.
ننتظر آرائكم ومقترحاتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.