الجمعة، 7 ديسمبر 2018

يوميات مسافر (زيارة شندويل)


مرت ساعة وأنا أحاول أن استدرج النوم إلى فناء غرفتي التي كستها ظلمات الغربة، ولكن بدا لي أن النوم هرب من حر تنهداتي المتواصله، فرحت كالعادة اقلب صفحات ذكرياتي محاولا أن أنقيها مما شابها من التراهات والنفايات، وفجأة ودون أن أشعر انسدلت أجفاني على مشاهد الواقع، لانتقل إلى دراما الأحلام، حيث زارتني قريتي الحبيبة ( شندويل البلد ) وألقت بكفها الناعم الرشيق على قلبي ومررته على... صفحاته فشعرت وكأن دماء مخلوطة بماء الورد بدأت تندفع في أغادير جسدي، وشعرت بنبضات الحب تنفض عن قلبي آلام الغربة المتكدسة، وشاهدت عندئذ سحائب السرور تغرق المكان بوابل من الفرحة المغدقة، وصمتت في هذا اللحظات أنفاسنا، وغابت كلماتنا، وجمدت أجفاني أمام صورة بلدتي الماتعة، مقفت مليا وكأني استثمر كل لحظة لأملأ كؤسي من فيضها المسترسل،
قالت بطرف عيونها كلمات .... فارتعدت صائحا " شندويل "
بعدها ساد الصمت، وتبادلنا النظرات الدافئة، وراحت عيوني في سياحة ممتعة تتفقد جنباتها وقسماتها، كانت رحلة تملؤها أحاسيس حب المراهقة العنيف، ومضى الوقت بتوقيت زمن الأحلام.
وقبل أن تلملم شندويل أطرافها لتغادرني، مددت يدي لأقبض على كفها، ولكن عادة كفي ممتلأة بالفراغ؛ لقد نزعت شندويل يدها عن حياض فؤادي ، ولكن إذا بزهرة فيروزجية من أجمل ما رأيت، قد نبتت من رطوبة كفها، وراحت شندويل تتضائل خلف الظلام وهي تقول اروها بحبك لي... إروها بحبك ... إروها بحبك ..... وبس بعدها صحيت.

بقلم/ مختار محمد على أبوشافعين الأنصاري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق