وفاة البطل المقاتل "عبد الرحمن القاضي "أبن مركز المراغة وصاحب أشهر صورة لحرب أكتوبر.
*****************************************
كتب:احمد الضوي
عبد الرحمن القاضي في زمة الله.
*****************************************
كتب:احمد الضوي
التحق البطل عبد الرحمن القاضي بالتجنيد يوم 4 أكتوبر 1967 في سلاح المدرعات ، ثم انضم للكتيبة 212 الفرقة 19 مشاة ، والتي كان مقرها آنذاك بالكيلو 16 طريق القاهرة السويس ، والذي خاض حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم.
وكان يروى لنا من قبل عن حرب الاستنزاف قائلا : كانت فترة قاسية جدا ، كنا تقريبا بشكل يومى نتعرض لقصف بالطائرات أو المدفعية أو كلاهما لمدة 16 ساعة ، و كان العدو يزيد تحيته لنا يوم الجمعة بأن يجعل القصف يستمر لفترة أطول قد تصل إلى 20 ساعة ، و رغم ذلك كنا نمارس حياتنا بشكل عادى ، وكنا نغسل ملابسنا و ننشرها على الرمال ، ونصلى فرادى أو جماعة , نتوضأ او نتيمم تبعا لما تقتضيه الظروف.
البطل عبدالرحمن القاضى : كان دورى كجندى اتصالات هو تولي مسئولية اتصالات الكتيبة ، ومد خطوط الاتصالات اللاسلكية .
وعن يوم العبور العظيم يقول: كنت أتعجب من رسائل اللاسلكى ، و تلك المعلومات التى تنقل ، رغم أن العدو يتنصت ، و لكنى عرفت بعد ذلك أنها كانت من أساليب الخداع ، ووصلنا لساعة الصفر وهى الساعة 2 ظهرا ، من تخطيط اللواء عبد الغنى الجمسي ، الذى كان اسمه يساوى لدينا الحرب .
و تابع : لم نعبر نحن إلا بعد إنشاء الكبارى و فتح ثغرات الساتر الترابي ، إلا أن المشهد الذى كان يجعل الدموع تنهمر من عيوننا و يجعلنا نتشوق للعبور في هذه اللحظة، مشهد علم مصر المرفوع و المرفرف على الجبهة الشرقية أمامنا .. لقد اعتدنا رؤية العلم الملعون ، علم اسرائيل أمامنا طوال السنوات الماضية ، .فلك أن تتخيل شعورنا حينما أصبح علم مصر، هو المرفوع أمامنا ، شعور لا يوصف .
عبرنا في اليوم التالي لبداية الحرب، صباح 7 أكتوبر ، حين عبرنا كان موجود على الضفة الشرقية مراسلين حربيين يرتدون زيا مدنيًا و معهم كاميرات , لقد تعجبنا من وجودهم قبلنا و كيف عبروا في أتون الحرب المشتعل ، و لقد التقطوا العديد من الصور لنا فور عبورنا و رصدوا مشاهد فرحتنا بالعبور و تحمسنا لما هو آت من قتال.
تحركنا الى داخل أرض سيناء الحبيبة ، و توجهنا بدباباتنا الى منطقة تسمى "الجباسات" و لم نمكث هناك ساعات ، إلا و جاءت لنا الاوامر بالتحرك الى نقطة "عيون موسى" شديدة التحصين ، يصل سمك سقفها إلى 9 أمتار , و تعمل أبوابها الحصينة بتحكم كهربائى ، و كانت تحتوى حتى على سينما للترفيه عن جنود العدو !!!
عندما وصلنا "عيون موسى" و تمركزنا فيها ، كنا محافظين على صيامنا رغبة في الموت صائمين ، حيث كان كل منا يعتبر نفسه ميتا ما لم يثبت العكس .
كان الاسرائيليون بحكم كونهم محاصِرين لنا ونحن , و محاصَرين لهم , عندما يمنعون عنا الطعام كنا نقصف قوافل طعامهم بالمدفعية فيعلمون أنهم إن جعنا , جاعوا !.
كنا نصلى كثيرا بالأحذية "البيادة " و متيممين ، وأذكر أنه أثناء تيممي ذات مرة أن رفعت يدى عن الأرض فإذا بشظية من جراء قصف العدو، ولو كنت أبطأت يدى في الحركة للحظات لكانت قد بترتها الشظايا ، ووددت أن أعود سريعا للخندق , لكننى بالعناد أكملت تيممي بوضع يدى في نفس موقع مسار الشظية , ثم عدت إلى خندقي لنصلى .
لقد عبرت كتيبتي في 33 دبابة ، و رجعنا 33 دبابة ، لقد استشهد من كتيبتي اثنان فقط من الضباط و اثنان من الجنود بالإضافة لجندي واحد مفقود .
"عبد الرحمن القاضي " جندي كان يصرخ الله أكبر الله أكبر
في السادس من أكتوبر العاشر من رمضان وهو صائم فرحاً بالنصر بعد عبور القوات المصرية علي الدفاعات الإسرائيلية وعبور خط برليف بقناة السويس عام ١٩٧٣ " وهو صاحب اشهر صوره في حرب أكتوبر
عبد الرحمن القاضي في زمة الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق