في لحظة حاسمة، حين كانت الأرواح معلقة بين الحياة والموت، ظهر شباب قرية العطوة ونجع محمد السيد كأبطال حقيقيين. لم ينتظروا وصول الجهات المختصة أو توجيهات المسؤولين؛ بل تحركوا بقلوبهم النابضة بالشجاعة والإيثار لإنقاذ ركاب ميكروباص جهينة الذي انقلب في الترعة الرئيسية بتاريخ 10 نوفمبر 2024. وسط برد قارس، لم يترددوا في النزول إلى المياه العاتية، مستخدمين كل ما توفر لديهم من معدات بسيطة كجرارات زراعية وحبال بدائية. وبفضل الله، تمكنوا من إخراج 18 شخصًا من مختلف الأعمار أحياء، ليصبحوا نموذجًا يُحتذى به في التضحية والواجب المجتمعي.
لكن، في مقابل هذا العمل البطولي، لم يجد هؤلاء الشباب سوى الجحود والتجاهل من الجهات المسؤولة.
▪️أرواح معلقة وحاجز متهدم
بعد الحادث، أصبح الكوبري الذي شهد المأساة خطرًا داهمًا على حياة المارة. فقد تهدم جزء من حاجزه، مما جعل الأطفال وكبار السن عرضة للسقوط في الترعة ذات التيار الجارف. ومع ذلك، لم يتحرك مجلس مدينة المراغة لإصلاح هذا الخطر المحدق.
![]() |
هكذا كان الحاجز قبل ان يتهدم ويزال تماما ويسقط في المياه |
توجه عدد من أبناء القرية إلى السيد/ شريف السيد، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة المراغة، حاملين معهم آمالهم ومخاوفهم. وعدهم بحل المشكلة في أقرب وقت، لكن الأيام مرت، والأسابيع تبعتها، ولا تزال المشكلة قائمة. وكأن المجلس ينتظر مأساة جديدة، غرق طفل أو شيخ ضعيف البصر، ليُثار الرأي العام ويتحرك المسؤولون تحت ضغط الغضب الشعبي.
![]() |
مساحه كبيره مكشوفة تهدد الأرواح |
▪️نقد مرير للواقع
أليس من المخجل أن يبقى الخطر قائمًا رغم بساطة الحل؟ أليس من المعيب أن يُترك الحاجز المتهدم شاهدًا على الإهمال واللامبالاة؟ كيف يمكن للمسؤولين أن يغمضوا أعينهم عن الخطر الذي يهدد أرواح الأبرياء؟
إن ما حدث في نجع محمد السيد و العطوة ليس مجرد حادث عرضي، بل هو مرآة تعكس واقعًا مريرًا من غياب المسؤولية وتراخي الجهات التنفيذية. هؤلاء الشباب الذين ضحوا بسلامتهم لإنقاذ الآخرين يستحقون التكريم والاعتراف، لا التجاهل والتقصير.
▪️رسالة إلى المسؤولين
إلى السيد/ شريف السيد، رئيس مجلس مدينة المراغة: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ كيف يمكن أن تستهينوا بأرواح الناس الذين وضعوا ثقتهم فيكم؟ ألم يكن من الأولى أن يُرد الجميل لهؤلاء الأبطال بإصلاح الحاجز وتأمين الكوبري؟
هذا عملكم وله هيئة هندسية مسؤلة عن أصلاحه وفق معاير مهندسية و مقايس معينة ووفق لمعاير جودة أنتم مسؤلين عن القيام بها و الأشراف عليها.
إننا نوجه لكم هذا النداء، ليس فقط باسم أهالي العطوة ونجع محمد السيد ، بل باسم كل مواطن يتطلع إلى مسؤولين يعون واجباتهم. لا تجعلوا من التقاعس عنوانًا لعملكم، ولا تنتظروا كارثة جديدة لتتحركوا.
▪️إيجابية أهالي العطوة ونجع محمد السيد
ما لا يدركه العاملون بالوحدة المحلية لمركز ومدينة المراغة أن الإيجابية والحرارة التي تغلي في دماء أهل هذه البلاد، والتي دفعتهم لإنقاذ ركاب الحادث من الموت، هي نفسها التي تدفعهم الآن لإنقاذ حياة أبنائهم. فقد بدأ الأهالي عددًا من الإجراءات والشكاوى على المحاور التالية:
1. ديوان عام محافظة سوهاج: تشكيل وفد يتوجه مباشرة إلى ديوان عام المحافظة و تقديم شكوى عبر البوابة الإلكترونية لمحافظة سوهاج.
2. وزارة التنمية المحلية: وهي الوزارة المسؤولة عن الوحدات المحلية، و الشكوى عبر:
الخط الساخن: 15330
البريد الإلكتروني: info@momra.gov.eg
البواية الالكترونية لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة
3. الجهاز المركزي للمحاسبات.
4. النيابة الإدارية: يمكنهم أيضا تقديم شكوى عبر مكتب النيابة الإدارية.
5. رئاسة مجلس الوزراء: يعملون على تقديم شكوى عبر:
الخط الساخن: 16528
6. مجلس النواب: التواصل مع النائب البرلماني عن دائرة مركز المراغة لطرح المشكلة ومتابعة الشكوى رسميًا و المرشحين للأنتخابات البرلمانية القادمة
7. الاقذم بالشكاوى الى الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.
8. الإعلام: التواصل مع وسائل الإعلام المحلية لتسليط الضوء على المشكلة، مما قد يدفع الجهات المختصة للتحرك.
▪️ختامًا
شباب العطوة ونجع محمد السيد قدموا درسًا في الشجاعة والإيثار، بينما قدم المسؤولون درسًا في التجاهل والتقاعس. وبين الشجاعة والإهمال، تبقى الأرواح مهددة، والأمل معلقًا على وعي مجتمع يرفض الصمت أمام الإهمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق